لبنانيأبرز الأخبار

الاميركيون مستعجلون: رسموا الحدود قبل أن تطير

لم يهدأ المبعوث الاميركي آموس هوكستين منذ توليه مهمة ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل حيث يسعى بتفويض مباشر من ادارة الرئيس جو بايدن الى انهاء الملف دبلوماسيا نظرا لكلفة انهائه عسكريا على جميع الاطراف.

ويواصل هوكستين مساعيه مع المسؤولين اللبنانيين ويعقد معهم سلسلة اجتماعات عن بُعد لعرض مختلف السيناريوهات والافكار المرتبطة بالترسيم البري بعد البحري، وثمة أكثر من طرف يعمل على خط التواصل المباشر مع الرجل، الا أن المرجعية الوحيدة لتقييم تلك الافكار لبنانيا هو الرئيس نبيه بري الذي ينسق مباشرة مع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في هذا الملف الحساس.

يضغط الغرب على لبنان انطلاقا من تغير المعادلات الاقليمية بعد أحداث السابع من تشرين الاول، وتُفضل تلك الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة الاميركية انهاء الوضع العسكري جنوب نهر الليطاني عبر سحب ما تسميه “ذرائع” حزب الله للاحتفاظ بسلاحه وهي انسحاب اسرائيل من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وبذلك ينضم ملف الترسيم البري الى البحري ليُختم بذلك، الخلاف مع اسرائيل وفق النظرية الغربية. ويستعجل الاميركي هذه الخطوة التي لا بد من تنفيذها لأنها مرتبطة بقرار اسرائيلي حاسم لناحية ابعاد حزب الله عن جنوب نهر الليطاني وتسليم السلطة للجيش اللبناني وقوات اليونيفيل تحت تهديد السلاح عبر شن عملية عسكرية واسعة جنوبا لتطبيق هذا الهدف، ويترافق الحديث عن الترسيم مع تصعيد اسرائيلي جنوبا حيث حملت الساعات الماضية مؤشرات ضغط كبيرة على لبنان للقبول بالعروض المتاحة أمامه. ينطلق هوكستين من التنازلات التي قدمها لبنان حكومة وحزبا في الترسيم البحري حين وافق على حقل قانا المحتمل مقابل التنازل عن حقل كاريش المُكتشف، ولن يتأخر الاميركي ايضا بممارسة ضغطه على الحكومة اللبنانية كما حصل حين أرغمها على القبول بالترسيم البحري من خلال استعمال ورقة العقوبات. وهو اليوم يرسل تهديدات تؤكد نية اسرائيل توجيه ضربة كبيرة قد تعيد الحسابات الداخلية اللبنانية لصالح خيار الترسيم وابعاد الحزب عن الحدود، وبالتالي فان خيار السلم بالنسبة اليه أفضل من خيار الحرب المكلف.


ولكن، ما تأمله الدول الغربية يبدو بعيدا عن ما يرسم في الكواليس الميدانية لجهة حزب الله الذي وضع أكثر من سيناريو مواجهة في حال أقدمت اسرائيل على تنفيذ تهديداتها وهو أمر غير مستبعد بالنسبة للحزب الذي يعمل وفق نسق تصعيدي يومي بدأ في الثامن من تشرين الاول على الجبهة الجنوبية ومستمر حتى يومنا هذا بعيدا عن كل التحليلات التي تكتب، وتعتقد مصادر الحزب أن الامور تتجه نحو مواجهة مفتوحة مع اسرائيل التي اتخذت قرار التصعيد. وتؤكد المصادر أن المفاوضات التي يُجريها هوكستين لا تزال في بداياتها وتحتاج في المرحلة الاولى الى وقف العدوان الاسرائيلي على غزة ولبنان ومن ثم وضع الملفات على طاولة المفاوضات، لافتة الى أن الامر ليس سهلا كما يتم تصويره خصوصا وأن مزارع شبعا تحتاج ايضا الى توافق لبناني سوري لان ارضها مشتركة.

وثمة من يؤكد أن تنازل اسرائيل عن المزارع ليس بالامر السهل نظرا لموقعها الاستراتيجي حيث تشمل عددا كبيرا من المراصد العسكرية الإسرائيلية منذ عام 1967 أبرزها مرصد الفوار الذي يعد من أضخم المراصد العسكرية في منطقة الشرق الأوسط، كما تُشرف على جبل عامل والجليل الأعلى والجزء الجنوبي من سلسلة جبال لبنان الغربية وهضبة الجولان وسهول البقاع وحوران والحولة.

نقلاً عن ليبانون فايلز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى