أبرز الأخبار

حقائق تُكشف للمرة الأولى.. ما هي خفايا معركة عين الحلوة!

ليست عاديّة المعركة التي يشهدُها مُخيّم عين الحلوة منذ يومين، فالمنطقةُ تحوّلت إلى ساحة حربٍ حقيقيّة بكافة المقاييس وتحديداً أمس الأحد. حتماً، ما يحدثُ هناك يكشفُ عن وجودِ “مكيدة” كانت تُحضَّر لزجّ المُخيم في مواجهةٍ مفتوحة أساسُها وضع حركة “فتح” في مواجهة معظم التنظيمات الإسلاميَّة الموجودة هناك، خصوصاً أنها باتت مُتّهمة بتصفية وإغتيالِ قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني اللواء أشرف العرموشي مع 4 من مرافقيه.

وإلى الآن، فإنّ ما يبدو واضحاً تماماً هو أنّ الأمور مُعقّدة، خصوصاً أنّ مستوى المعارك التي دارت يوم الأحد والتي ما زالت قائمة حتى الآن، كانَ شرساً جداً، لدرجة أنَّ أزيز الرصاص والقنص لم يهدأ حتى خلال ساعات الليل ومطلع فجر اليوم الإثنين.

معطيات ميدانيّة

لا يُمكن لأي جهةٍ حسم الأطراف الفاعلة ضمن المعركة سوى الذين يديرونها داخل مُخيم عين الحلوة. وحتى هذه الأثناء، فإنّ المعروف هو أنّ الإشتباكات قائمة بين 3 أطرافٍ أساسيّة وهي: حركة “فتح” من جهة وجماعة “جند الشام” وأفراد ينتمون إلى مجموعة “الشباب المُسلم” بشكلٍ أساس. وفي ما خصّ تلك الجهة (أي الشباب المسلم)، تكشف معلومات “لبنان24″ من داخل المخيم أنَّها تضمُّ خليطاً من مطلوبين خطيرين، كما أنها تُعدّ موئلاً لأطرافٍ كانوا مرتبطين سابقاً بعصبة الأنصار أو بـ”جند الشّام” أو بفصائل متشددة أخرى. أما عددياً، فتقول المصادر الميدانية إنَّ الكتلة البشرية لتلك المجموعة لا تتعدّى الـ100 مسلح، في حين أنّ عناصر “جند الشام” هم أكثر بكثير. أما “عصبة الأنصار”، فلديها نحو 5000 آلاف مقاتل موزّعين في مختلف أنحاء المُخيم، وجُلّهم من المطلوبين أيضاً والذين لا يمكنهم بتاتاً الخروج أبداً من مناطقهم.

إزاء كل ذلك، فإنه لا يُمكن تحديد تماماً الطرف الآخر الذي تُقاتله “فتح” ميدانياً.. فمن جهة، هي تقاتل عناصر “منفردة” من مختلف الأطراف المتشددة، كما أنها تندمجُ في مواجهةٍ مع “جند الشام”. أما في ما خصّ عُصبة الأنصار، فقد نفت علاقتها بـ”الإشتباك”، ومن المناسب لـ”فتح” هو عدم إنجرار تلك الأخيرة إلى المعركة لسببين: الأول وهو أنّ “العُصبة” مشاركة في التنسيق السياسي داخل المخيم، والثاني هو أنَّ مقاتليها وفي حال دخولهم بحرب مفتوحة، سيكونون على إستعدادٍ لخوضها حتى الرّمق الأخير باعتبار أن ليس لديهم أي شيء يخسرونه، فحريّتهم مقيدة وجميعهم من المطلوبين الخطيرين.

ووفقاً للمصادر الميدانية أيضاً، فإنّه من الجائز تماماً ألا تكون جميع العناصر المنتمية إلى “فتح” والمشاركة في القتال، “منضبطة”، في حين يُحكى عن وجود إنقسامٍ بين “الفتحاويين” في المخيم، الأمر الذي قد يُعزّز فرضية تصاعد حدة التوترات في الأيام المقبلة.

الأمر الأكثر خطورة وسط كل ذلك يكمنُ في إمكانية إندماج أي عُنصر خارج عن إطار تلك التنظيمات ضمن المعركة القائمة، وهذا الأمرُ قد يزيدُ من الطّين بلة. وميدانياً، قد تكونُ تلك الخطوة مؤذية لمختلف الأطراف، خصوصاً أن المعارك تتركز في 3 مناطق رئيسية وهي “حي الطوارئ”، “البركسات”، “الصفصاف”، وقد امتدّت جزئياً نحو حي “الرأس الأحمر”. المُفارقة هي أنّ تلك المناطق التي تشهد التوتر العنيف لا تضمّ تواجداً مُركزاً لعناصر عصبة الأنصار، أي أنّ الثقل الوجودي لتلك المجموعة ليس قائماً في تلك الأحياء المذكورة.

وأمام كل ذلك، فإنَّ المخاوف تكمن في إمكانية إمتداد الإشتباكات إلى مناطق أخرى داخل عين الحلوة الذي خرجت نسبة كبيرة من سكانه إلى الأحياء المُجاورة. اللافتُ أيضاً هو أنَّه وخلال ساعات الليل، كان ملحوظاً تفجير بعض المنازل عن قصد وهذا أمرٌ قد يكونُ مؤشراً إلى وجود عملية إنهاءٍ لبعض التحصينات أو الموائل العائدة لمسلحين مشاركين في الإشتباك.

وفي ظلّ “المعمعة” القائمة، علِم “لبنان24” أنّ مخابرات الجيش رصدت مقطع فيديو يُظهر عدداً من المسلحين داخل المخيم، والعملُ جارٍ الآن على تحديدهم، في حين أن التواصل مع الجهات الفلسطينية قائم ومستمر ولم ينقطع منذ بداية التوتر.

أمَّا على صعيد إستهداف مراكز للجيش في محيط المخيم، فتشيرُ مصادر ميدانية إلى أنَّ ما حصل قد لا يكونُ مقصوداً، باعتبار أن الإشتباكات التي حصلت تدورُ على مقربة من حواجز الجيش، كما أن هناك تحصينات لـ”فتح” و “جُند الشام” في مناطق قريبة جداً من مداخل المخيم. كذلك، تكشف مصادر ميدانية لـ”لبنان24″ أنَّ هناك عناصر “فتحاوية” دخلت إلى المخيم عبر حاجز الجيش الموجود عند نقطة مستشفى صيدا الحكومي، وقد وصلت عبر سيارات رباعية الدفع مُصفحة خلال ساعات ظهر يوم الأحد بشكل خاص.

بحسب المصادر، فإنَّ خطوة إنهاء “فتح” للمعركة وحسمها بهدف القضاء على العناصر المسلحة يتطلبُ أمرين أساسيين: الأول وهو شنّ هجمات على كافة أنحاء المخيم، والثاني هو أخذُ قرارٍ من الدولة اللبنانية بهذا الصدد، لأن ما سيجري سيفتحُ حرباً كبرى.. فهل سيكون هذا الأمر وارداً؟

ماذا عن عملية الإغتيال؟

حتى الآن، لم تنكشف خيوط اغتيال العرموشي بشكلٍ كامل، لكنّ المعلومات تشير إلى أنَّ هناك محاولة لمعرفة ما إذا كانت تلك العملية مُدبرة بتنسيق بين مختلف القوى الإسلامية المتشددة أم أنها كانت من تدبير عناصر غير منضبطة. وبشكل خاص، فإنّ الإتهامات تحوم حول “جند الشام” التي لم تنفِ أو تؤكد مسؤوليتها عن حادثة مقتل العرموشي التي حصلت في نقطةٍ يُفترض أن تكون عائدة لسيطرة “فتح”، وتحديداً خلال ذهاب المسؤول “الفتحاوي” لتسليم المطلوب الملقب بـ”الصومالي” إلى الجيش بعدما كان الأخير هو المتسبب الأساس في إندلاع الإشتباكات مساء السبت – الأحد. ووفقاً لمعلومات “لبنان24″، فإنّ “الصومالي” ما زال داخل المُخيم، فيما هناك إصرارٌ لدى “فتح” على تسليمه بشكل حاسم إلى الدولة اللبنانية.

بحسب المصادر، فإن هناك 3 فرضيات تتعلق بالجهات المنفذة لعملية قتل العرموشي وهي:

1- من الممكن أن يكون القاتلون هم من المقربين من “الصومالي” أو من عائلته، لكن هذا الأمر غير مؤكدٍ بتاتاً لاسيما أنّ أي ردّة فعل من هؤلاء ستؤدّي إلى إنتكاسة لهم داخل المخيم. هنا، تقول معلومات “لبنان24″، إنّ عائلة الصومالي باتت في عهدة “فتح” وحمايتها في الوقت الراهن وهي ما زالت موجودة داخل المخيم.

2- من الممكن أيضاً أن تكون هناك عناصر “فتحاوية” غير منضبطة هي التي ساهمت في تلك العملية باعتبار أنّ العرموشي كان مرفوضاً من جهات “فتحاوية” عديدة. وهنا، تقول المصادر الميدانية لـ”لبنان24″ إنّ هذا الأمر تم إستبعادهُ تماماً، وقد جرى حسمهُ نهائياً داخل المخيم، فيما تتجهُ الأنظار صوب “جند الشام” بشكلٍ خاص.

3- من الممكن أن يكون هناك “طابور خامس” هو المسؤول عن إغتيال العرموشي، إلا أنّ مصادر فلسطينية تستبعدُ هذا الأمر بتاتاً، وتقول لـ”لبنان24″: “الأمرُ هذا يحصلُ في حال كان الهدوء يسيطر على المخيم. إن عملية الاغتيال حصلت في ذروة التأهب العسكري لجميع المقاتلين، وبالتالي لا يمكن لأي طرفٍ جديد أن يبرز وسط المعركة في ظل إستنفارٍ شديد”.

إذاً، في الخلاصة، يبقى إنتظارُ ما ستشهدهُ المعطيات الميدانية من تطورات، وما إذا كان الحسمُ سيكون حقاً عسكرياً.. وفي حال حصل ذلك، فإنّ وضع مخيم عين الحلوة سيكونُ متفجراً جداً.. فهل سيُغامر المسؤولون عنه بذلك؟

المصدر: Lebanon 24

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى