أبرز الأخبار

رغم كل الصعوبات و التحديات.. الجامعة اللبنانية تتقدم عالمياً


لا مبالغة بالقول انّ عاصفة الازمة الاقتصادية ضربت ايضا الجامعة البنانية. ذلك الصرح الوطني الذي يصارع من اجل الاستمرارية وضمان التقدم والتميز الاكاديمي والحفاظ على مؤشر السمعة المهنية لطلاب الجامعة عند خوض معترك سوق العمل. وعلى الرغم من هذه المشهدية الضبابية، الاّ انّ الجامعة استطاعت أنّ تتقدّم عالميا بحسب تقرير مؤسسة QS لعام 2024، لتحتل مراكز متقدمة على مستويات عدة.

فقد حصلت الجامعة اللبنانية قبل اسبوعين على المرتبة 577 عالميّا بعدما كانت في الفئة 601 – 650 جامعة عام 2023، من حيث التصنيف العالمي لمؤسسة QS لعام 2024. ومن بين سبع جامعات لبنانية تم تقييمها في تصنيف QS العالمي لعام 2024، احتلت الجامعة اللبنانية المرتبة الأولى محليًّا على مستوى مؤشر السمعة المهنية، والمرتبة الثانية محليًّا على مستوى السّمعة الأكاديمية.

كما لفت تقرير QS إلى أهمية مجموعة من الاختصاصات التي تغطيها كليات ومعاهد الجامعة اللبنانية وأبرزها العلوم الطبية والطبيعية والهندسية والتكنولوجية والاجتماعية وعلوم الإدارة والفنون والإنسانيات.

تقدم عالمي
استندت نتائج تقرير QS الصادر حديثًا إلى جملة من المعايير أبرزها السمعة المهنية والسمعة الأكاديمية ونسبة الطلاب والأساتذة الأجانب. عن هذا التقدم الذي سبق حتى عددا كبيرا من الجامعات الفرنسية، وهل من مؤشرات تراجعت فيها الجامعة اللبنانية، وأبرز التحديات التي تواجه الجامعة والطلاب على حد سواء، كان لـ”لبنان 24″ لقاء مع رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور بسام بدران، الذي أشار الى أنّ الجامعة تقدمت 24 نقطة في الترتيب العالمي.
ويقول بدران: “نتحدث هنا عن تقدم على مستويات عدة، وما يعنينا كثيرا اضافة الى التقدم على المستوى الاكاديمي، هو ايضا تقدمنا على اساس مؤشر السمعة الاكاديمية، حيث تقدمت الجامعة على هذا المستوى بـ74 نقطة. كما حصل لبنان محليا على المرتبة الثانية من حيث السمعة الاكاديمية. والاهم من كل ما تقدّم هو السمعة المهنية للطلاب في سوق العمل، حيث احتل لبنان المرتبة الاولى محليا على هذا المستوى والمرتبة الثانية في العالم العربي، والمرتبة 171 في العالم”.

موازنة الجامعة
يعتبر بدران انّ هذا التقدم يأتي بالمنافسة مع عدد كبير من الجامعات التي تملك موازانات أكبر واهم مما تملكه الجامعة اللبنانية، وعلى الرغم من ذلك يقول بدران: “أثبتت الجامعة انّها تتمتع بنوعية تعليم مهمة جدا، وبانّها من أهم الصروح التعليمية الراقية ولديها طلاب قادرون على الانخراط فورا في سوق العمل”.
وفي مقابل التقدم على مستوى التصنيف العالمي، هل شهدت الجامعة تراجعا ببعض المؤشرات، يجيب بدران: “شهدت الجامعة على تراجع في مؤشر البحث العلمي، وهذا طبيعي في وقت الازمات الاقتصادية، حيث لا يوجد ميزانية للبحوث من جهة، كما انّ الاستاذ الجامعي قد يفقد القدرة على الانتاج البحثي في ظل هكذا ظروف من جهة ثانية”.
وهنا يُفتح الباب واسعا للحديث عن موازنة الجامعة اللبنانية، ويقول بدران: “هناك مشاكل كبيرة الكل يعلمها بما يختص بموازنة الجامعة، وطلبنا دعم الاستاذ والموظف. وفي هذا الاطار قدمت الحكومة تحفيزات ولكن تبقى الرواتب ضئيلة مقارنة ببقية الجامعات، ومن نريده اليوم هو دعم وتحفيز وزيادة الرواتب ليستطيع الاساتذة والادارة والموظفون الاستمرار”.

اللقاء مع ميقاتي
وجمع لقاء قبل ايام بدران برئيس الحكومة نجيب ميقاتي، حيث جرى عرض لمطالب الجامعة وشؤونها، كما هنأ ميقاتي رئيس الجامعة واساتذتها والعاملين فيها على هذا الانجاز بالتقدم على مستوى التصنيف العالمي، واكد “العمل على دعم مطالبها وموازنتها وكل ما من شأنه تطوير قدراتها الاكاديمية والعلمية”. وهو ما أكد عليه بدران قائلا: “الرئيس ميقاتي وعد بالدعم لاقصى الحدود، كما دعمت الحكومة صندوق تعاضد الجامعة لدعم الطبابة، كما وعد رئيس الحكومة ايضا بتقديم التحفيزات المطلوبة”.

عدد الموظفين
ولانّ لائحة التحديات والصعوبات التي تواجهها الجامعة اللبنانية تطول، يتحدث بدران عن تحديات على مستوى عدد الموظفين: “هناك مباني جامعية كثيرة، وتحتاج الى عدد كبير من الموظفين، ولكن ما حصل للاسف انّ الجامعة تعاني نقصا حادا على مستوى التوظيفات، فالموظفون المتعاقدون عندما انتهت مدة تعاقدهم لم يقبلوا بالتجديد بسبب الرواتب الضعيفة، فأصبح لدينا نقص واضح بالهيكلية الادارية، ولكي يقبلوا باعادة التعاقد معنا نريد أن نحفزهم باموال ورواتب اضافية”.
من هنا يؤكد بدران انّ الجامعة بصدد تحضير كتاب لتقديمه الى الامانة العامة لمجلس الوزراء للسماح للجامعة باستقدام موظفين جددا برواتب مقبولة.


تضحية الاساتذة
ويقول بدران إنّ “الجامعة مستمرة وستبقى بفضل تضحيات الاساتذة والموظفين الذين عملوا في ظل كل هذه الظروف الصعبة، ولم تشهد الجامعة على يوم اضراب واحد طيلة هذا العام الجامعي. وسنستمر ونقدّم الافضل، وهنا يسرنا الاعلان عن توقيع اتفاقية مع شركة طلال ابو غزالة لـ”تصنيع وتجميع وانتاج اجهزة الكترونية”، في احتفال اقيم في مبنى الادارة المركزية في المتحف. ومن شان هذه الاتفاقية ان تساهم في خلق فرص عمل لطلاب الجامعة اضافة الى فرص التعلم والتدرب وتوظيف الخبرات، والاهم من كل هذا هو تحويل الجامعة الى جامعة منتجة”.

اذا الجامعة اللبنانية، وعلى الرغم من كل السهام التي تصوب اليها مرارا وتكرارا الا انّها تبقى جامعة الوطن، التي خرجت ولا تزال قدرات بشرية وفكرية، ولا تزال تسعى لمزيد من الانتاج والتطور.

المصدر: Lebanon 24

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى