مدونات

ما بين الكذب والصدق..!!

بقلم خالد بركات

✍️..صدى الكلمات..
ما بين الكذب والصدق..!!
بقلم خالد بركات..

الصدق ربيع القلب وشعاع الضمير..

هذه الحكاية مأخوذة من الأدب الروسي..
تقول الحكاية : أن الصدق والكذب التقيا من غير ميعاد، فنادى الكذب على الصدق قائلاً :
” اليوم الطقس جميل ” نظر الصدق حوله، نظر إلى السماء، وكان حقاً الطقس جميلاً..

قضيا معاً بعض الوقت، حتى وصلا إلى بحيرة ماء، أنزل الكذب يده في الماء ثم نظر للصدق وقال له : ” الماء دافئ وجيّد، وإذا أردت يمكننا أن نسبح معاً..؟؟

وللغرابة كان الكذب محقاً هذه المرة أيضاً، فقد وضع الصدق يده في الماء ووجده دافئاً وجيداً..

قاما معاً بالسباحة بعض الوقت في البحيرة..
وفجأة خرج الكذب من الماء، ثم ارتدى ثياب الصدق وولى هارباً واختفى..!!

خرج الصدق من الماء مسرعاً غاضباً حائراً عارياً
وبدأ يركض ويركض في جميع الإتجاهات بحثاً
عن الكذب لإسترداد ملابسه..

حيث العالم الذي رأى الصدق عارياً أدار نظره من الخجل والعار، أما الصدق المسكين، فمن شدة خجله من نظرة الناس إليه عاد إلى البحيرة واختفى هناك إلى الأبد..

ومنذ ذلك الحين يتجول الكذب في كل العالم لابساً ثياب الصدق، محققاً كل رغبات العالم..
والعالم لا يريد بأي حال أن يرى الصدق عارياً..

العبرة.. إن قمة التفاهة في المجتمع أن يعيَّب الإنسان على قلة تربيته أو قلة ماله، أو قلة عقله
أو قلة علمه، أو إتساخ ملابسه، أو..
فلا يعيب الإنسان إلا كذبه وقلة صدقه..

نعم..إذا الكذب حجة، فالصدق ينجي..
إن الصدق في القول نجاة لنا..
من المهالك ولو كنا نرى الموت فيه..
وإن الكذب مهلكة ولو كنا نرى فيه النجاة..
الصدق هو الطيبة والأمانة والإخلاص والوفاء
وهم أنقى ما يتركهم الإنسان بقلوب الٱخرين..

اللهم..إن حاجاتنا لا يكفيها إلا كرمك، وشدتنا
لا يزيلها إلا لطفك، وأمانينا لا يحققها إلا قدرك..
{ رسالة من عبدالله لعبدالله..}

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى