عالمي

هل بوتين خائف من إستخدام الأسلحة النووية؟

في الوقت الذي يتريث فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل التهديد باستخدام النووي، فإن الأشخاص المحيطين به لا يحذون حذوه.
وبحسب صحيفة “The Telegraph” البريطانية، “هدد الرئيس الروسي السابق والنائب الحالي لرئيس مجلس الأمن، ديميتري ميدفيديف، أوكرانيا وداعميها الغربيين ما يقرب من الستين مرة باستخدام السلاح النووي. ويلعب ميدفيديف دورًا مهمًا في ما يتعلق بالاتصالات الاستراتيجية لروسيا والتي تركز على الدعاية النووية، أما وظيفته فهي الإدلاء بما لا يستطيع رئيسه قوله، كما وتذكير العالم بأن روسيا هي الدولة التي تمتلك أكبر ترسانة نووية في العالم وهي قادرة على استخدامها”.
ورأت الصحيفة أن “المشكلة حالياً أنه لم يعد أحد يأخذ تهديدات ميدفيديف على محمل الجد، خاصة وأن الغرب تجاوز “الخط الأحمر” بعد “الخط الأحمر” من دون أن يصدر أي رد من الجانب الروسي. إذاً، لم يعد الابتزاز النووي يؤتي ثماره. في الواقع، إن توقيت هذه التهديدات يشير إلى الحالة السائدة في روسيا. فجرت العادة أن يصدر ميدفيديف تهديداته في حال تعرضت القوات العسكرية الروسية للإخفاقات، كما وغالباً ما يُستخدم العبارة التالية: “إذا كنا على وشك خسارة الحرب، فلدينا زر أحمر يمكننا الضغط عليه”. ولعل أحدث تعليق لميدفيديف كان الأسبوع الماضي حيث استخدم قناته على “تلغرام” لوصف الجيش الروسي بأنه القوة الوحيدة التي تمنع “اشتعال النيران النووية العالمية”.”
وتابعت الصحيفة، “في الأيام الأولى للغزو الشامل، راودت الغرب فكرة واحدة: هل مساعدة أوكرانيا تعني المخاطرة بحرب نووية؟ إلا أن الامر لا يتطلب الكثير من الخيال لمعرفة ما سيحدث لاحقا في حال لم يقدم الغرب المساعدة. فحينها، إذا سقطت كييف بين أيدي القوات الروسية، ستسعى موسكو لاحتلال دول البلطيق لاحقاً، وبالتالي الذهاب إلى حرب نووية. إلا أن الغرب، في الواقع، استجمع قواه وواجه روسيا. وماذا حدث؟ ها هي الأسلحة الغربية تتدفق إلى أوكرانيا، وها هي الأخيرة تأمل في الانضمام إلى الناتو عندما تنتهي الحرب، أما الشيء الوحيد الذي حدث في ما يتعلق بالموقف النووي الروسي هو النقل المزعوم للرؤوس الحربية النووية التكتيكية إلى بيلاروسيا”.
وأضافت الصحيفة، “لدى روسيا بالفعل القدرة على شن هجوم نووي في أي مكان تريده حقًا، لذلك لم يكن هناك منطق عسكري في نشر الصواريخ في بيلاروسيا، إنما الهدف منها كان نفسي بحت. وتحاول موسكو إقناع الغرب بأن ارسال المزيد من الدعم العسكري والمالي لأوكرانيا سيؤدي إلى التصعيد وزيادة التهديد على أراضي أوكرانيا من خلال إطلاق الصواريخ، بما في ذلك الصواريخ التي تحمل رؤوسًا نووية. وقال ميدفيديف في تموز: “لقد تم بالفعل استخدام الأسلحة النووية، ونحن نعلم من استخدمها وأين، مما يعني أنه لا يوجد محرمات!” لكن حقيقة أن موسكو قررت وضع “الحجة النووية” على الطاولة لتظهر فقط أن بوتين ليس لديه حاليًا طرق أخرى لزيادة الضغط على أوكرانيا وحلفائها”.
وختمت الصحيفة، “أثبتت محاولة بوتين غزو أوكرانيا أنها الكارثة الأكبر التي شهدتها فترة رئاسته، فهو لا يستطيع تحقيق نصر عسكري، كما وأنه يعلم أن أوكرانيا لن تستسلم من خلال الذهاب إلى المفاوضات، وهو على علم أن الحرب النووية ستكون نهاية نظامه وحياته. إذاً، وكما أظهرت هذه الحرب، فإن بوتين مستعد للتضحية بأي شخص، إلا بنفسه”.

المصدر: Lebanon 24

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى