ويكيبلدان

لبنان

مقدمة:

لبنان (و اسمه الرسمي الجمهورية اللبنانية) دولة تقع على الشاطئ الشرقي للبحر الأبيض المتوسط. ويتكون لبنان من شريط ضيق من الأراضي، وهو إحدى الدول ذات السيادة الأصغر في العالم. يحد لبنان من الشمال والشرق سوريا، ومن الجنوب فلسطين، ومن الغرب البحر الأبيض المتوسط، علماً بأن مساحته تصل إلى 10,400 كيلومتر مربع.

بيروت هي العاصمة والميناء الرئيسي وأكبر مدينة في لبنان. وتقع بيروت على ساحل المتوسط عند سفح جبال لبنان.

لبنان، ولا سيما منطقته الساحلية، كان موقعاً لبعض أقدم المستوطنات البشرية في العالم؛ إذ كانت موانئ صور وصيدا، وجبيل، مراكز مهيمنة للتجارة والثقافة في الألفية الثالثة قبل الميلاد.

بعد الحرب العالمية الأولى، حصلت فرنسا على تفويض من عصبة الأمم على الجزء الشمالي من مقاطعة الإمبراطورية العثمانية السابقة في سوريا. وفي عام ١٩٢٠، وضع الفرنسيون الحدود الخاصة بلبنان، ويتم بعد ذلك تحويل لبنان إلى جمهورية عام 1926م. وفي عام ١٩٤٣، حصل لبنان على الاستقلال.

منذ الاستقلال، عانت البلاد لفترات من الاضطراب السياسي، تخللها نوع من الازدهار القائم على وجود لبنان كمركز إقليمي للتمويل والتجارة.

اللغة العربية هي اللغة الرسمية.

من الناحية العسكرية، حل لبنان في المرتبة 111 من 145 بين الدول التي شملها تقرير Global Firepower لعام 2023.

تعتبر البيئة الإعلامية في لبنان واحدة من الأكثر انفتاحاً في الشرق الأوسط، بالرغم من أنها لا تزال قمعية ً بالنسبة للمعايير الدولية. حيث يخضع قطاع الصحافة والإعلام لسيطرة حفنة من الأفراد المنتسبين مباشرة إلى الأحزاب السياسية أو المنتمين إلى سلالات محلية، وفقًا لـ منظمة مراسلون بلا حدود، والتي تصنف لبنان في المرتبة 130 من أصل 180 بلداً على مؤشر حرية الصحافة لعام 2022م.

لبنان هو أحد البلدان القليلة التي تزدهر فيها الرياضات الصيفية والشتوية. واستضاف لبنان ألعاب البحر الأبيض المتوسط لعام 1959م في بيروت، والألعاب العربية مرتين (1957م و1997م) وكذلك كأس آسيا 2000م.

كرة السلة تحظى بشعبية كبيرة في المنطقة والاتحاد اللبناني لكرة السلة عضو في الاتحاد الآسيوي لكرة السلة FIBA Asia. وسبق لمنتخب لبنان التأهل لبطولة فيبا العالمية ثلاث مرات بين عامي 2002م و2010م. ومن اللاعبين اللبنانيين الأكثر شعبية فادي الخطيب وإيلي مشنتف.

مناخ لبنان متوسطي؛ فالشتاء رطب ومن معتدل إلى بارد؛ والصيف حارٌ وجاف. أما جبال لبنان فتهطل عليها الثلوج بكثافة في الشتاء.

وكما هو الحال في أي منطقة جبلية، فإن الجغرافيا الطبيعية للبنان معقدة للغاية ومتنوعة. وتخضع التضاريس والمناخ والتربة والنباتات لبعض التغييرات الحادة والمذهلة على مسافات قصيرة. ويمكن تمييز أربع مناطق فيزيوغرافيكية متميزة وهي: سهلٌ ساحلي ضيق على طول المتوسط، وجبال لبنان الغربية، ووادي البقاع، وسلسلة جبال لبنان الشرقية وفيها جبل حرمون، علماً بأن هذه السلسلة الأخيرة تقع على محاذاة جبال لبنان الغربية.

تعتبر الجمهورية اللبنانية من البلاد العربية النشطة سياحيا ويأتيها السوّاح من جميع أنحاء العالم. وأبرز الأماكن السياحية مدينة بعلبك حيث آثار الحضارة الرومانية القديمة، ومغارة جعيتا في منطقة جبيل حيث أطلال العديد من الحضارات المتعاقبة (الفينيقيون، والرومان، والبيزنطيين)، وصخرة الروشة أشهر معالم بيروت.

ثقافة لبنان

على مر القرون، غادر العديد من المثقفين والفنانين لبنان. في كل فترة عنف، وفي كل موجة اضطهاد من قبل قوى المحتل آنذاك، وفي كل حرب (أهلية) ، كان يتبعها موجة من الهجرة. وبالتالي، لم يتطور الفن اللبناني في لبنان فحسب – حيث يرجح أن تكون بيروت أهم مركز ثقافي – بل أيضاً في البلاد التي اتخذها المهاجرون وطناً ثانياً لهم. دمشق والقاهرة، بل وباريس ولندن ونيويورك وريو دي جانيرو، هي مراكز ثقافية لبنانية صغرى، ولاسيما للأدب والسينما اللبنانية.

في الأدب اللبناني المعاصر، كما في الموسيقى والأفلام والفنون الجميلة اللبنانية، ترى الحرب الأهلية (1975-1990) وآثارها مواضيع متكررة. يريد العديد من الفنانين حفظ وتوثيق هذه الأحداث وآثارها، أو مناهضة الانقسامات السياسية والدينية التي تسببت بإضرام نيران تلك الحرب. فضلاً عن ذلك، فقد تركت تلك السنين من العنف والدمار الشعب اللبناني في جوع حقيقي للجمال والإبداع وطرق التعبير الفنية. ومنذ التسعينات فصاعداً، لم يشهد لبنان سلسلة من الإبداعات الفردية فحسب، وإنما أيضاً تأسيس المهرجانات المختلفة – مثل معرض الكتاب (صالون دي ليفر Salon du Livre) ومهرجان بيروت السينمائي و مهرجان البستان الموسيقي.

للمزيد حول ثقافة لبنان، يرجى الاطلاع على ما تناولته فنك حول هذا الملف.

  • الأدب
    يزخر لبنان بالعديد من دور النشر التي تنشر باللغة العربية والفرنسية والإنجليزية. عام2009 م لقّبت بيروت بالعاصمة العالمية للكتاب “خاصة بفضل جهودها في التنوع الثقافي والحوار والتسامح، فضلاً عن تنوع وديناميكية برنامجها”. وكل عام (مع بعض الاستثناءات) تستضيف بيروت معرض الكتاب الفرنكوفوني، المصنف كأكبر صالون أدبي خارج باريس ومونتريال. كما تستضيف المعرض الدولي والعربي ( 170 ناشراً و35,000 زائراً). وغني عن القول إن الأدب – سواء أكان باللغة العربية أم بغيرها – لا يزال مزدهراً في لبنان لقرون. ومما لا شك فيه، الشعب اللبناني “أهل كتاب”.

كما قام الأدباء اللبنانيون بتصدير آدابهم إلى دول وقارات أخرى، حيث هاجر الكثيرون منهم، وقد نشرت بعض أعمالهم باللغة العربية، والكثير منها بالفرنسية والإنجليزية وغيرها من اللغات.

يلعب الشعر دوراً هاماً في الحياة الأدبية اللبنانية. وقد قام الموسيقيون البارزون بتلحين قصائد الشعراء التقليديين، ويُعد الشعر مادة ذات أهمية في الصحافة المحلية.

في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، كان هناك نهضة علمية وأدبية. ولعل أحد أسبابها، إنشاء العديد من الجامعات والمدارس، وعلى رأسها الجامعة الأمريكية في بيروت (1866م) و جامعة القديس يوسف اليسوعية (1875م). ولكن بدا وكأن الأحداث المأساوية التي ميزت القرن التاسع عشر قد ألهمت الكتّاب والشعراء. كما ينطبق الشيء ذاته على الحرب الأهلية في القرن العشرين (1975-1990)م، وكذلك اللاجئين الفلسطينيين ومخيماتهم.

مؤلفون لبنانيون حديثون وأعمال بارزة

يُعد جبران خليل جبران (1883- 1931)م،واحداً من أهم الأدباء من أصل لبناني. وقد ترعرع في بوسطن منذ الثانية عشرة من عمره، ثم أمضى عاميْن بدراسة الفن في باريس، وعاد إلى الولايات المتحدة ليعيش في نيويورك اعتباراً من عام 1912م وما بعد. وقد اخْتُصِرَ اسمُه عن طريق الخطأ إلى (خليل جبران) بعد وصوله إلى الولايات المتحدة، وما يزال يعرف بهذا الاسم خارج لبنان. كتب جبران أعماله الأولى باللغة العربية، ومنذ 1918م قام بنشر معظمها باللغة الإنجليزية. ومن بين أعماله الشهيرة “النبي”، وهو كتاب يشمل 26 مقالة شعرية، وقد تُرجم إلى أكثر من عشرين لغة.

صلاح ستيتية (1928م)، شاعر ودبلوماسي، كاتب غزير الإنتاج الأدبي، كتب بالفرنسية ونشر أكثر من 35 كتاباً، بما فيها الشعر وسير ذاتية لشعراء آخرين (مالارميه وريمبو) والمقالات مثل “الثقافة والعنف في منطقة البحر الأبيض المتوسط”( Culture et violence en Méditerranée)، والترجمات؛ فقد ترجم كتاب “النبي” الشهير لخليل جبران إلى الفرنسية.

وقد حاز على جائزة الفرنكفونية الكبرى عام 1995م. وتُرجمت بعض قصائده إلى الإنجليزية تحت عنوان Cold water shielded. كما ترجمت أعماله إلى الإسبانية والبرتغالية والإيطالية والتركية والصربية. وفي عام 2006 م حاز على جائزة سميديروفو الصربية، وهي أعرق جائزة للشعر في أوروبا. وبالعربية، نشرت مجلة الآداب الأدبية عدداً خاصاً عن صلاح ستيتية. كما تم إنتاج ثلاثة أفلام وثائقية عن حياته ومؤلفاته.

أدونيس (1930م)، وهو الاسم المستعار للشاعر والفيلسوف والناقد الأدبي علي أحمد سعيد إسبر. أسس جريدتيْن أدبيتيْن: “الشعر” و”مواقف”. وقد تم ترشيحه عدة مرات لنيل جائزة نوبل. ظهرت أول مجموعة شعرية لأدونيس باللغة الإنجليزية في عام 1971م تحت عنوان The Blood of Adonis أو “دم أدونيس” وقد أعيدت طباعتها عام 1982م تحت عنوان Transformations of the Lover أو “تحولات العاشق”.

فينوس خوري غاتا (1937م)، تكتب بالفرنسية وتعيش في فرنسا منذ عام 1973م. وهي شاعرة معروفة وروائية متميزة ومؤلفة للقصص القصيرة تحظى بتقدير كبير. وقد حازت على جائزة Prix Mallarmé عام 1987م عن عملها “مونولوج الموت” Monologue du mort، وجائزة Prix Apollinaire عام 1980م عن عملها Les Ombres et leurs cris، والجائزة الكبرى لجمعية الأدباء عن عملها Fables pour un people d’argile عام 1992م. وقد طبعت آخر مجموعة شعرية لها Quelle est la nuit parmi les nuits أو “أية ليلة من بين الليالي” عام 2004م. وقد ترجمت أعمالها إلى العربية والهولندية والألمانية والإيطالية والروسية، ولقبت بفارسة جوقة الشرف عام 2000م. وقد رشحت أحدث رواياتها Sept pierres pour la femme adultère أو “سبعة حجارة للمرأة الزانية” (2007م)، لجائزتيْن هامتيْن.

الياس خوري (1948م)، روائي وكاتب مسرحي وناقد أدبي وعالم اجتماع، ويعد واحداً من رواد المفكرين والأدباء العرب المعاصرين. انضم في شبابه إلى صفوف حركة فتح ضمن منظمة التحرير الفلسطينية، ثم اشترك في الحرب الأهلية. وقد تُرجمت رواياته إلى العديد من اللغات. وقد شغل لعدة سنوات منصب رئيس تحرير “الملحق” الأدبي الأسبوعي لصحيفة ” النهار ” اليومية. ومن أشهر أعماله “الجبل الصغير” و”رحلة غاندي الصغير” و”مملكة الغرباء” و”بوابة الشمس”. وهو يعيش متنقلاً بين بيروت ونيويورك.

يعيش أمين معلوف (1949م) في باريس ويكتب بالفرنسية. وهو الكاتب الأكثر براعة، فقد ألف العديد من الروايات والمقالات، وحتى النصوص الأوبرالية، فضلاً عن كونه قاصَّاً بارعاً. يبدو أن الهدف من الكثير من رواياته كان خلق المزيد من التفاهم بين المجموعات البشرية (المتعارضة).

وتقوم الكثير من رواياته على خلفية تاريخية، وبعض شخصياتِ مؤلَّفاته تمثل شخصيات تاريخية حقيقية. ومن أهم رواياته “ليو الأفريقي” و”صخرة طانيوس” (الحائزة على جائزة Prix Goncourt عام 1993م) و”رحلة بالداسار”. تتعقب روايته “الأصول”، المترجمة إلى لغات عديدة، تاريخ أجداده ضمن السياق الأوسع لتاريخ لبنان، بل والعالم.

جبور الدويهي (1949م) وهو روائي وصحفي أكاديمي. ومن أعماله “عين وردة” و”مطر حزيران” (التي رشحت عام 2008م لنيل الجائزة الدولية للرواية العربية ، والمعروفة أيضاً باسم “جائزة صنّاع الكتاب العربي”) و”الاعتدال الخريفي”.

ألكسندر نجار (1967م)، الذي يعيش في فرنسا ويكتب بالفرنسية، هو واحد من أهم كتّاب جيله. وقد حصل على جائزة الفرنكفونية الكبرى في كانون الأول/ديسمبر 2009م. ومن بين كتبه السيرة الذاتية لجبران خليل جبران، و”مدرسة الحرب” و”برلين” و”فينيقيا” و”رواية بيروت” (والتي تتناول الأحداث المأساوية التي وقعت في عام 1860م وما بعدها).

المسرح والأفلام
المسرح شكل جديد من أشكال الفن في لبنان. المسرح التقليدي الوحيد – المستورد من إيران – هو الخاص بالشيعة الذين يؤدون شكلاً من الطقس المسرحي الذي يمثل آلام الحسين بن علي حفيد النبي، حيث يذرفون الدموع على المصير المحزن للحسين وأهل البيت. الحسين – الذي يعظّمه الشيعة في لبنان كشهيد، وبمعنى أوسع من الشيعة الاثني عشرية – قُتل في معركة كربلاء عام 680 للميلاد، وذلك في يوم عاشوراء (اليوم العاشر من شهر محرم، الشهر الأول من التقويم الإسلامي).

وهذا المسرح موجود أيضاً في دمشق. وقد تمت ترجمته إلى اللغة العربية حوالي عام 1910م. ومنذ عام 1930م يتم تمثيل موقعة كربلاء سنوياً في النبطية في يوم عاشوراء. وقد ازدادت أهمية هذا النوع من المسرح مع صعود نجم حزب الله. في الوقت الراهن، وفي قرى أخرى في المنطقة، تقدم مسرحيات مشابهة، وقد انفتحت على المشاهدين من مناطق أخرى، بل والأديان الأخرى. ويحل الممثلون والمخرجون المحترفون محل الهواة السابقين، خاصة في النبطية.

ظهر المسرح في شكل أكثر غربية في لبنان في القرن التاسع عشر، عندما أمر تاجر من الأثرياء، مارون النقاش، بتمثيل مسرحية موليير الشهيرة “البخيل”، والتي كانت مسرحية غنائية بالكامل. ولفترة طويلة، كان هذا الشكل المهيمن على المسرح، ولا يزال العديد من الفنانين يمزجون التمثيل والموسيقى والغناء. فعلى سبيل المثال، زياد الرحباني، المعروف كفنان وكاتب أغاني، بدأ ككوميدي.

من أوائل كُتّاب المسرح والمخرجين اللبنانيين إيلي كرم. وقد ولد لأبويْن مسيحييْن في القسم المسلم من بيروت، وقد هرب من الحرب الأهلية إلى فيينا ومونتريال ليدرس الفنون الدرامية. وبعد الحرب عاد إلى بيروت وكتب وأخرج عدة مسرحيات ناقدة تكشف القضايا المثيرة للجدل في الشرق الأوسط. وقد حازت مسرحيته الجديدة “كلمني عن الحرب وأنا سأحبك” على جوائز مرموقة، وسوف تعرض في مهرجان أفينيون المسرحي الشهير عام 2010م.

السينما

السينما فن شعبي جداً في لبنان. فقد أنجب لبنان – على صغر حجمه – الكثير من المخرجين السينمائيين، من أمثال زياد دويري وغسان سلهب ونيغول بيزجيان وسمير حبشي، وغيرهم. ويعد مارون بغدادي وبرهان علوي ورفيق وهاني سرور من رواد “الفن السينمائي” اللبناني المعاصر.

وقد غادر العديد من مخرجي السينما لبنان أثناء الحرب الأهلية، وقضوا سنوات طويلة في الخارج، حيث تعلم معظمهم مهنتهم هذه. وتظهر الحرب الأهلية والفترة التي أعقبتها كثيراً في أفلام هؤلاء، رغم أنهم لا يميلون إلى أي طرف على الأغلب، ولعل ذلك يرجع إلى أنهم قضوا فترة طويلة من حياتهم خارج البلاد. إلا أنهم يفضلون إظهار ما تفعله الحرب بالناس.

يميل جيل الشباب من المخرجين (من أمثال رندة الشهال صباغ ونادين لبكي ويوسف فارس وأسد فولادكار ودانييل عربيد وفيليب عرقتنجي وخليل جريج) إلى اختيار مواضيع مختلفة، وغالباً حول صعوبات الحياة اليومية.

الموسيقى
روّاد الثقافة الموسيقية

منذ إنشاء لبنان الحديث عام 1920م، أصبحت الموسيقى سمة من سمات جميع جوانب الحياة العامة والخاصة. وقد أسس وديع صبرا ، ملحن النشيد الوطني اللبناني، مدرسة “دار الموسيقى” (1910- 1915م، ومن ثم مجدداً عام 1920م)، التي تحولت فيما بعد عام 1929م إلى المعهد الوطني للموسيقى ، والذي يعدّ الأول من نوعه في الشرق الأوسط.

وبحلول منتصف القرن العشرين، أصبح المعهد الموسيقي معهداً مستقلاً بدعم من الدولة وتحت إشراف وزير التربية والتعليم. ومن عام 1953موحتى نشوب الحرب الأهلية عام 1975م، كان المعهد الموسيقي مركزاً ثقافياً إقليمياً، والذي كان بمثابة أرشيف وطني ومركزاً للبحوث الموسيقية، وتتضمن أوركسترا حجرة بقيادة رئيف أبي اللمع.

وخلال الحرب، دُمر كل شيء من أدوات ، ووثائق، ومحفوظات، ومكتبات إما بالنهب أو الحرق. استأنف المعهد دوره كمدرسة وطنية للموسيقى والأرشفة والبحوث عام 1991م، وفي عام 1995م، تم رفع مرتبته إلى المعهد الوطني للتعليم العالي وأعيدت تسميته إلى المعهد الوطني العالي للموسيقى. ومنذ نشأته، يتضمن المعهد الموسيقي برنامجين: الموسيقى الكلاسيكية الغربية والموسيقى الكلاسيكية الشرقية. أضيفت في وقتٍ لاحق الموسيقى الشرقية الحديثة وموسيقى الجاز.

كما عملت الجامعات أيضاً على دمج الموسيقى في مناهجها الدراسية، ومن أولى الجامعات في الشرق الأوسط التي أنشأت قسم للموسيقى كانت جامعة الرّوح القدس- الكسليك (USEK) عام 1970م. وبعد ذلك، حذت الجامعات اللبنانية الأخرى حذوها، وخصوصاً بعد الحرب الأهلية.

جلبت الألفية الجديدة المزيد من مبادرات القطاع الخاص لإنشاء مدارس للموسيقى الحديثة، التي افتتحت في وقتٍ لاحق في المدن الرئيسية مثل بيروت، و جونية ، و جبيل ، وطرابلس ، وزحلة، وصور وصيدا. وتعتبر مدرسة موزارت شاهين الموسيقيّة الأكثر شهرة، حيث توجد في ثلاث مواقع في البلاد وتقدم دبلوم في الموسيقى.

الموسيقى التقليدية

  • الزجل

أثرت الإمبراطورية العثمانية، التي كان لبنان جزءاً منها لعدة قرون والتي انهارت في أوائل القرن العشرين، بشكلٍ كبير على الثقافة اللبنانية وانصهرت مع التراث الثقافي السابق المتراكم في المنطقة. أدى هذا إلى تقاليد موسيقية تتشابه إلى حدٍ ما مع تلك الموجودة في دول مجاورة مثل سوريا و فلسطين ، إلا أنها أيضاً تختلف عنها إلى حدٍ ما.

لا يزال حتى يومنا هذا أحد أقدم أشكال الموسيقى اللبنانية تقليداً حياً وبخاصة في المناطق الريفية، الزجل ، وهو شعر مُغنى مرتجل، جزيئاً أو كلياً. وفي معظم الحالات، يأخذ شكل المناظرة بين شاعرين/ مغنيين أو فريقين، الذين يلقون أو يغنون أبيات من الشعر باللهجة العامية. تتولد الألحان الرئيسية من الشعراء أنفسهم مدعومة بالآلات الإيقاعية مثل الدف والرّق والطبلة. وفي بعض الأحيان، ترافقهم أيضاً بعض الآلات الموسيقية التقليدية مثل الناي أو العود أو القانون.

تعتبر حفلات الزجل من حفلات الترفيه الليلية المنفردة يجلس فيها الفريقين المتناظرين على طاولتين متقابلتين يغنون وهم يحتسون العرق (أحد أنواع المشروبات الكحولية) و/أو يأكلون المزة (المقبلات). وعادةً ما يكون هؤلاء الشعراء/ المغنين (المعروفين باسم الزجالين) من الشخصيات الاجتماعية المحترمة والمعروفة بموهبتهم في الزجل، وتتم دعوتهم للغناء في حفلات الزفاف والمناسبات الخاصة. يرتجل الزجالون أو يغنون الخطاب الشعري على شكل أبيات، حيث يتم غناء وتكرار الكلمات الأخيرة من البيت من قِبل جوقة موحدة تتكون من غالبية الحضور.

وعلى الرغم من إحياء هذا اللون الغنائي في لبنان بشكل كبير ، إلا أنّ الزجل لا يقتصر فقط على لبنان، بل لا يزال ممارساً، وإن كان نادراً، في أجزاء من فلسطين والساحل السوري. ومن بين الزجالين المعاصرين المعروفين في لبنان، شحرور الوادي ورشيد نخلة الذي كتب كلمات النشيد الوطني ، وزين شعيب، وطليع حمدان، وزغلول الدامور، وحنا موسى، وأنيس فغالي، وموسى زغيب، وأسعد سعيد، والسيد محمد مصطفى، وخليل رزق، وفيكتور ميرزا، وشربل كاملة، وإدوارد حرب، وأسعد أسعد، ومنذر خير الله.

  • الدلعونا والهوارة

على عكس الزجل، تعتبر الدلعونا شكل من أشكال الشعر المغنى بشكلٍ كامل والذي عادةً ما يتم حفظه على الرغم من إمكانية ارتجاله أيضاً. يمكن تكييف الدلعونا لأي مناسبة، سواء كانت مناسبة سعيدة (مثل الأعراس أو أعياد الميلاد)، أو حزينة (مثل المآتم)، أو المناسبات القومية (مثل النصر أو الاستقلال)، أو المناسبات الاجتماعية (انتهاء العمل في الحقل، أو الذكرى السنوية للقرية، أو العطل)، أو حتى المناسبات الدينية. كما أنّ الدلعونا حاضرة بقوة في فلسطين وسوريا أيضاً، وتشبه الدبكة الأردنية والعراقية.

وفي حين أن موسيقى البوب العربية اللبنانية المعاصرة، المعروفة باسم الموّال، تقتبس العناصر من الزجل إلا أنها تتبنى بشكل كامل الدلعونا ويقوم مغنون بوب عرب معاصرون بغناء الأشكال الحديثة من الدلعونا مثل عاصي الحلاني، وفارس كرم، ونجوى كرم.

وتماماً مثل الدلعونا، تعتبر الهوارة شكل من أشكال الموسيقى اللبنانية البحتة المقتبس من الزجل. وفي حين أن الدلعونا شائعة في معظم دول بلاد الشام، إلا أن الهوارة تقتصر على لبنان. تعتبر الدلعونا موسيقى تقليدية راقصة منتشرة في بلاد الشام، إلا أن الهوارة موسيقى فلكلورية لبنانية راقصة، وفي معظم الحالات، لا يوجد دلعونا أو هوارة دون الدبكة.

  • الدبكة

ثقافة لبنان
راقصون لبنانيون يؤدون رقصة الدبكة التقليدية في الساحة الرئيسية بقرية دير القمر الجبلية الخلابة، في منطقة الشوف جنوب شرق بيروت مجلة إيل، 22 يونيو 2006.
الدبكة، هو اسم الرقص الشعبي لمن هم من أصول فينيقية أو كنعانية. واليوم، تعتبر الدبكة نمطاً موسيقياً تماماً كما هو نمط للرقص. ولا يزال الأفراد يرقصون الدبكة في الأعراس وحتى في النوادي الليلية،

وتوجد فرق الدبكة المحترفة في جميع أنحاء البلاد؛ أكثرها شهرة هي فرقة كركلا ، التي أسست عام 1970م، وأنشأت مدرسة للرقص المسرحي والمسرحيات الموسيقية الراقصة. وتعتبر ثمرة تزاوج التعبير الفني الشرقي والغربي مما أنتج نوع فريد بات يُعرف حالياً باسم أسلوب كركلا.

  • الطرب

لا يوجد ترجمة دقيقة لكلمة “طرب” في اللغة الانجليزية، ولكن يمكن القول أنها “نشوة الاستماع للموسيقى” أو “أن يأسر المرء من الموسيقى،”. كما أن الطرب هو اسم نوع الموسيقى العربية الكلاسيكية المعاصرة.

لا يعتبر الطرب بالأصل شكلاً من أشكال الفنون من بلاد الشام، بل له تاريخ طويل يمكن تتبعه إلى العصر الذهبي للموسيقى العربية في العصر العباسي. ومع ذلك، يحظى الطرب بشعبية كبيرة في لبنان، سواء كان بشكله الكلاسيكي، مثل الموشحات الأندلسية أو القدود الحلبية (نسبة إلى مدينة حلب)، أو التفسير الأكثر حداثة والذي أشتهر في الستينات من قِبل المغنين المصريين مثل أم كلثوم وعبد الوهاب. وعلى الرغم من أن غالبية مغني الطرب المعاصر من المصريين، إلا أن القليل من الفنانين اللبنانيين أمثال و ديع الصافي ، المُلقب بـ ”صوت لبنان الخالد،” غامر بنجاح بالالتزام بهذا النوع. ويعتبر جورج وسوف أيضاً من مغني الطرب المعاصر المشهورين في لبنان على الرغم من كونه من أصل سوري.

صعود الموسيقى اللبنانية

تتميز الموسيقى اللبنانية الحديثة بمزيجٍ من التأثيرات الغربية والعربية، مما يعكس الطبيعة المعقدة ومتعددة الثقافات للمجتمع اللبناني.

فيروز

من غير الوارد، الكتابة عن الموسيقى اللبنانية الشعبية دون التطرق إلى فيروز، المطربة التي لُقبت بـ “روح لبنان”، و” سفيرة لبنان إلى النجوم “.

فقد صعدت هي وزملاؤها، الملحنين عاصي و منصور الرحباني ، إلى عالم الشهرة في الوقت الذي كان فيه لبنان يحاول العثور على هويته الوطنية بعد انتهاء الانتداب الفرنسي عام 1946م.

ولدت نهاد حداد ” فيروز ” عام 1935م، وبدأت مشوارها الغنائي في سن المراهقة، حيث كانت مغنية كورس في الإذاعة اللبنانية. وهناك التقت بـ الأخوين الرحباني ،وبدأت مشوار العمل معهم، لتتزوج فيما بعد من عاصي، الأخ الأكبر.

برز الثلاثي على الساحة الوطنية عام 1952م بأغنية “عتاب” التي أصبحت أول أغنية ذائعة الصيت لهم. فقد أخبرنا رمزي سلطي، وهو لبناني يُحاضر في جامعة ستانفورد ويُقدم برنامج Arabology ، الذي يُبث أغانٍ من العالم العربي، أنّ أغاني الأخوين الرحباني التي أعدّت خصيصاً لفيروز كانت تحولاً عن القطع الموسيقية الطويلة التي تخللها ألحان إضافية للأوركسترا والتي كانت تؤديها رموز الأغنية العربية التقليدية في السابق، أمثال أم كلثوم.


فقد كانت أغاني فيروز قصيرة وتشبه أغاني البوب الغربية، لمدة ثلاث أو أربع دقائق، كما فضلت استخدام طبقة صوتية أكثر وضوحاً بدلاً من رنين الأنف التقليدي المستخدم في الموسيقى العربية. وحقيقة الأمر أن فيروز والأخوين الرحباني قد “أحدثوا ثورةً في الموسيقى اللبنانية كما أحدثوا ثورةً في الموسيقى العربية بشكلٍ عام”، كما يقول سلطي.

ويُضيف “في البداية، رفض الناس ذلك واعتبروها غربية الطابع بشكلٍ كبير، وبأنها لم تكن لبنانية على الإطلاق، وبأنها كانت تقّلد ببساطة الغرب، إلا أنها كانت مبتكرة”

لم يدم الرفض طويلاً؛ فسرعان ما أصبحت فيروز رمزاً وطنياً. فقد قدمت أغانيها في مهرجان بعلبك الدولي بانتظام، إلى جانب عدد من المطربين المشاهير في ذلك الوقت، من بينهم وديع الصافي و صباح. كما ألف الأخوين الرحباني المسرحيات الموسيقية للمناسبات، حيث لعبت فيروز دور البطولة.

لم تغادر فيروز البلاد بعد الحرب الأهلية عام 1975م، إلا أنها رفضت تقديم العروض داخل لبنان أثناء الحرب، وبدلاً من ذلك ذهبت في جولات غنائية في الخارج.

الرياضة
لبنان هو أحد البلدان القليلة التي تزدهر فيها الرياضات الصيفية والشتوية. واستضاف لبنان ألعاب البحر الأبيض المتوسط لعام 1959م في بيروت، والألعاب العربية مرتين (1957م و1997م) وكذلك كأس آسيا 2000م.

كرة السلة تحظى بشعبية كبيرة في المنطقة والاتحاد اللبناني لكرة السلة عضو في الاتحاد الآسيوي لكرة السلة FIBA Asia. وسبق لمنتخب لبنان التأهل لبطولة فيبا العالمية ثلاث مرات بين عامي 2002م و2010م. ومن اللاعبين اللبنانيين الأكثر شعبية فادي الخطيب وإيلي مشنتف. حل المنتخب الوطني اللبناني في المرتبة 91 بحسب تصنيف الفيفا.

حقوق الإنسان في لبنان

أصبح مفهوم حقوق الإنسان معروفاً ومصطلحاً مقبولاً يتم تداوله على نطاقٍ واسع. التفسيرات المتباينة ممكنة، مع وجود اختلافاتٍ عادةً وفقاً للخلفية الثقافية. ومع ذلك، فإنّ معظم هذه التفاهمات تشتمل، شعورياً أو لا شعورياً، على الحقوق الأساسية الواردة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.

اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في العاشر من ديسمبر 1948. وقد كُتب في أعقاب الحرب العالمية الثانية “… على أنه المستوى المشترك الذي ينبغي أن تستهدفه كافة الشعوب والأمم حتى يسعى كل فرد وهيئة في المجتمع، واضعين على الدوام هذا الإعلان نصب أعينهم…” وبالتالي، كان مُراداً له أن يكون عالمياً حقاً، لحماية المواطنين من أي نوعٍ من أنواع الانتهاكات التي شهدها العالم مؤخراً، على النحو المُبين في الديباجة والمواد الثلاثين الواردة في هذا الإعلان.

وعلى هذا النحو، تتضمن الإعلان مواداً حول الحق في الحياة بكرامة؛ والحرية والأمن؛ وحرية التنقل؛ والحق في الجنسية والتعليم؛ والمعاملة العادلة بين البشر والاحترام؛ فضلاً عن حرية التعبير والرأي، والحماية من التعذيب أو المعاملة اللاإنسانية، وكذلك الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

القانون الدولي لحقوق الإنسان
الإعلان ليس مُلزماً من الناحية القانونية، إلا أنه أساس القانون الدولي لحقوق الإنسان. تم تشكيل عهدين ملزمين تابعين للأمم المتحدة كنتيجةٍ للإعلان العالمي لحقوق الإنسان؛ العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. غالباً ما يُشار إلى هذه الوثائق الثلاث معاً بـ”الشرعة الدولية لحقوق الإنسان.”

وعلى مدى سنوات طويلة، تمت كتابة مواثيق أخرى للإضافة إلى والإسهاب في هذه القاعدة، مع التركيز على مواضيع مختلفة مثل اللاجئين (1951 و1967)، والتمييز ضد المرأة (اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو)- 1979)، والأشخاص ذوي الإعاقة (2008)، ومناهضة التعذيب (1987)، وحماية العمّال المهاجرين (1990)، ومناهضة التمييز العنصري (1969)، على سبيل المثال لا للحصر.

بالإضافة إلى ذلك، قامت منظمة العمل الدولية بتجميع عدد كبير من الاتفاقيات، وعلى وجه الخصوص تلك المتعلقة بمعايير العمل والقوى العاملة، والتي تعتبر 8 منها من “الاتفاقيات الأساسية،” ألا وهي حرية تكوين الجمعيات (1948، الاتفاقية رقم 87)، وحق المفاوضة الجماعية (1949، الاتفاقية رقم 98)، وتحريم السُخرة (1930، الاتفاقية رقم 29، و1957 الاتفاقية رقم 105)، والحد الأدنى للسن (1973، الاتفاقية رقم 138)، وعمالة الأطفال (1999، الاتفاقية رقم 182)، والمساواة في الأجر (1951، الاتفاقية رقم 100)، وتكافؤ الفرص والمعاملة (الاتفاقية رقم 111).

اتفاقيات جنيف
اتفاقيات جنيف هي تنقيح للاتفاقيات التي تمت صياغتها سابقاً، والتي تم تعديلها بعد الحرب العالمية الثانية، وتركز بشكلٍ خاص على معاملة الأشخاص في زمن الحرب. تتألف من أربع اتفاقيات، وثلاثة برتوكولات إضافية. وتوضح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنّ هذه الاتفاقيات “تهدف إلى ضمان احترام كرامة الإنسان، المعترف بها دولياً من حيث المبدأ، حتى في خضم الأعمال العدائية.”

وخلال سلسلة من اجتماعات الخبراء، وتجمعات وكالات الصليب الأحمر، والتقاء ممثلي الحكومات مراراً، تم تنقيح المواد إلى أنّ تم تقديم مشروع قانون في المؤتمر الدبلوماسي لوضع اتفاقيات دولية لحماية ضحايا الحروب عام 1949. تم التوقيع على الاتفاقية الختامية من قِبل تسعة وخمسين دولة، البعض منها لم تعد موجودة، بالإضافة إلى توقيع المزيد من الدول منذ ذلك الحين.

تم تجميع إعلان القاهرة حول حقوق الإنسان في الإسلام من قِبل منظمة التعاون الإسلامي في عام 1990، خلال مؤتمر العالم الإسلامي التاسع عشر لوزراء الخارجية في القاهرة، وتم التوقيع عليه من قِبل 57 دولة. يحمل هذا الإعلان مبادىء مماثلة، إن لم تكن متطابقة، للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ولكن تتضمن أيضاً، بصورة ملحوظة، على مواد تتعلق بـ”القانون في الحرب” – حدود السلوك المقبول زمن الحرب، بشكلٍ مماثل لاتفاقيات جنيف. كما يتناول إعلان القاهرة حول حقوق الإنسان في الإسلام المساواة بين الرجل والمرأة، وحقوق الطفل، والحرية، والحق في الرعاية الطبية، والحق في تقرير المصير، وغيرها. أبرزها المادة (25) من هذه الوثيقة التي تدرج الشريعة الإسلامية باعتبارها المرجع الوحيد بما في ذلك العقاب. تمت المصادقة على إعلان القاهرة حول حقوق الإنسان في الإسلام من قِبل 45 دولة، مما مجموعه 57 عضواً في منظمة التعاون الإسلامي.

اتفاقيات وقعتها لبنان

وقّع لبنان على اتفاقات جنيف في 10 أبريل 1951، والبروتوكول الإضافي الأول (المتعلق بحماية ضحايا المنازعات الدولية المسلحة)، والبروتوكول الإضافي الثاني (حماية ضحايا النزاعات المسلحة غير الدولية) في23 يوليو 1997. وعلاوة على ذلك، أصبح لبنان من الدول الموقعة على اتفاقية حقوق الطفل في 14 مايو 1991.
صوت لبنان لصالح الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، بما لا يُثير الدهشة، منذ أن شارك الدكتور اللبناني، شارل مالك، في صياغة الوثيقة.

لبنان عضو في منظمة التعاون الإسلامي منذ عام 1969، ولم يصادق على اتفاقية واحدة فقط من الاتفاقيات الثمانية الأساسية لمنظمة العمل الدولية، ألا وهي حرية تكوين الجمعيات (الاتفاقية رقم 87).

اللاجئون
تستند الاتفاقية المتعلقة بوضع اللاجئين إلى المادة (14) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وتقر حق اللجوء وحماية اللاجئين. تمت الموافقة عليها خلال اجتماع الجمعية العامة في 14 ديسمبر 1950، ودخلت حيز النفاذ في 22 أبريل 1954. ومع ذلك، حددت الاتفاقية الأصلية نطاقها باللاجئين الفارين قبل الأول من يناير 1951. وعلى هذا النحو، تم إدراج بروتوكول إضافي عام 1967، وإزالة هذه القيود.
لبنان ليس طرفاً في اتفاقية عام 1951 ولا بروتوكولها.

المرأة
تمت الموافقة على اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، التي تُسمى أيضاً سيداو، خلال دورة الجمعية العامة في 18 ديسمبر 1979، ودخلت حيز النفاذ في 3 ديسمبر 1981. أكد لبنان انضمامه في 16 أبريل 1997. من خلال “الانضمام” تقبل الدولة عرض أو فرصة أن تصبح طرفاً في المعاهدة، التي تم التفاوض عليها أو توقيعها سابقاً من قِبل الدول الأخرى. لها نفس الأثر القانوني للمصادقة. الدول التي صادقت أو انضمت لاتفاقية سيداو مُلزمة قانوناً بتطبيق أحكامها، والموافقة بموجب ذلك على تقديم تقارير وطنية عن التدابير المتخذة للامتثال بالتزاماتها. يتم جمع هذه التقارير، على الأقل، كل أربع سنوات.

أبدى لبنان تحفظاتٍ ضد الفقرة (2) من المادة (9)، المتعلقة بجنسية الأبناء؛ والبند (ج) من الفقرة (1) من المادة (16) التي تمنح نفس الحقوق والمسؤوليات أثناء الزواج وعند فسخه؛ والبند (د) من الفقرة (1) من المادة (16) التي تمنح نفس الحقوق والواجبات كوالدة؛ والبند (و) من الفقرة (1) من المادة (16) التي تمنح المرأة نفس الحقوق والمسؤوليات فيما يتعلق بالولاية والقوامة والوصاية على الأطفال وتبنيهم حين توجد هذه المفاهيم في التشريعات الوطنية؛ والبند (ز) من الفقرة (1) من المادة (16) التي تفرض نفس الحقوق الشخصية للزوج والزوجة بما في ذلك الحق في اختيار اسم الأسرة. بالإضافة إلى ذلك، طالب لبنان بعدم إلزامه بموجب الفقرة (1) من المادة (29) فيما يتعلق بالخلاف بين الدول الأطراف حول تفسير أو تطبيق الاتفاقية. ومن الجدير بالذكر أنّ الفقرة (2) من المادة (29) تسمح على وجه الخصوص بمثل هذا التحفظ.

الأشخاص ذوي الإعاقة
تمت الموافقة على اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة خلال دورة الجمعية العامة في 13 ديسمبر 2006 ودخلت حيز النفاذ في 3 مايو 2008. وفي الوقت نفسه، تمت الموافقة على البروتوكول الاختياري، وإعطاء لجنة حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة أهلية فحص الشكاوى الفردية فيما يتعلق بالانتهاكات المزعومة من جانب الدول الأطراف في البروتوكول. لجنة حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة هي هيئة مكونة من خبراء مستقلين تقوم بمتابعة تطبيق الاتفاقية.
وقع لبنان على الاتفاقية في 14 يونيو 2007، إلى جانب التوقيع على البروتوكول الاختياري.

التعذيب
تم اعتماد اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية، والتي يُشار إليها أيضاً باتفاقية مناهضة التعذيب فحسب، خلال دورة الجمعية العامة في 10 ديسمبر 1984. وفي 26 يونيو 1987 تم تسجيلها وبالتالي دخولها حيز النفاذ. تتم مراقبة تطبيقها من قِبل لجنة مناهضة التعذيب، وهي هيئة تتألف من 10 خبراء من جنسياتٍ مختلفة. جميع الدول الموقعة ملزمة بإرسال تقارير منتظمة إلى لجنة مناهضة التعذيب، والتي على أساسها يتم وضع التوصيات. انضم لبنان إلى الاتفاقية في 5 أكتوبر 2000 دون أي تحفظات.

العمال المهاجرين
تمت الموافقة على الاتفاقية الدولية لحماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم من قبل الجمعية العامة في 18 ديسمبر 1990 ودخلت حيز النفاذ في 1 يوليو 2003. لبنان ليس طرفاً في هذه الاتفاقية.

التمييز العنصري
تمت الموافقة على اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري من قبل الجمعية العامة، ووفقاً لذلك استهل التوقيع عليها في 7 مارس 1966. دخلت حيز النفاذ في 4 يناير 1969. وعلى الرغم من الوضوح في عنوان الاتفاقية، إلا أنها تهدف إلى طمس خطاب الكراهية وتعزيز التفاهم. تتم مراقبة تنفيذ المواد من قبل اللجنة المعنية بالقضاء على التمييز العنصري، التي تُقدم لها تقارير نصف سنوية من قبل كل دولة من الدول الموقعة. وهي مسؤولة عن التعامل مع الشكاوى بين الدول والأفراد والتي تتعلق بعدم الامتثال لأحكام الاتفاقية، على النحو المنصوص عليه في المادة (14).

انضم لبنان للاتفاقية في 12 نوفمبر 1971. وفيما يتعلق بالتحفظات، أعلن لبنان أنه لا يعتبر نفسه ملزماً بأحكام المادة (22) المتعلقة بالنزاع الذي ينشأ بين الدول الأطرف بشأن تفسير هذه الاتفاقية أو تطبيقها والتي تنص على إحالة جميع أطراف النزاع إلى محكمة العدل الدولية للفصل فيه.

حرية الصحافة
تنص المادة (13) من الدستور على أن حرية المرء في التعبير عن آرائه، سواء كتابة أو شفاهاً، مكفولة “ضمن الحدود التي يحددها القانون”، كما حرية الصحافة وحرية الاجتماع وحرية تأسيس الجمعيات.


في حين يحد من حرية الصحافة عاملان: الأول هو أن السياسة ووسائل الإعلام مرتبطتان بشكل وثيق جداً، ولأبرز رجال السياسية صحفهم الخاصة بهم. والثاني، والأسوأ، هو العنف الذي قد يواجهه الصحفيون. وكان عام 2005 الأسوأ في تاريخ الصحافة اللبنانية، حيث شهد اغتيال جبران تويني وسمير قصير، وكلاهما من صحيفة “النهار” التي أسسها جد جبران تويني، والذي اغتيل هو الآخر. وقد شهد العام نفسه محاولة اغتيال (مي شدياق)، المذيعة الإخبارية ذائعة الصيت والتي كانت تعمل في محطة LBC اللبنانية. لكنها نجت من القتل، إلا أنها فقدت ذراعاً وساقاً.

في ترتيب عام 2010 لمنظمة مراسلون بلا حدود، احتل لبنان المركز 61 من أصل 175، وقد صنّفته مؤسسة “بيت الحرية Freedom House ” في المركز 118 من أصل 195، البلد الوحيد الذي يتمتع بحرية جزئية في المنطقة، باستثناء إسرائيل، وباقي الدول مصنفة “غير حرة” في جدول مؤسسة بيت الحرية. وتقول منظمة مراسلون بلا حدود: “تعكس وسائل الإعلام في لبنان الاستقطاب السياسي الشديد الذي تشهده البلاد. على الرغم من أن الصحافة اللبنانية لا تزال تتمتع بحرية تعبير لا مثيل لها تقريبا في المنطقة، فقد قوضتها التوترات السياسية. وتزايد الضغط أكثر خلال الفترة التي سبقت انتخابات حزيران/يونيو 2009. كان لا يزال هناك اعتداءات جسدية ضد الصحفيين، غالباً نتيجة التوتر السياسي، ولكن أقل من السنوات السابقة”.

تؤكد كلتا المنظمتين على أن الحكومة اللبنانية لا تحاول فرض رقابتها على الإنترنت، باستثناء حادث واحد حيث تم اعتقال أربعة طلاب جامعيين لمدة أسبوع دون محاكمة بتهمة التشهير والقذف والإهانة العلنية بسبب تعليقات نشروها على الفايسبوك Facebook.
هذا ويشهد النشر على شبكة الإنترنت شعبية أكثر. ونظراً لأن الحكومة يجب أن توافق أولاً على تراخيص النشر، فقد أصبح النشر على شبكة الإنترنت أو عن طريق الأقمار الصناعية مخرجاً لأولئك الذين لم يحصلوا على ترخيص، لأي سبب من الأسباب.

السياسة في لبنان

تأسست الجمهورية اللبنانية بالدستور اللبناني الصادر عام 1926، وحصل لبنان على استقلاله من فرنسا في 22 نوفمبر/تشرين الثاني 1943. وعاصمته بيروت.

كان لبنان عضواً مؤسساً في كل من منظمتي الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية. ويستند النظام السياسي اللبناني رسمياً على مبادئ الفصل والتوازن والتعاون بين السلطات.

تم تأسيس نظام الحصص لكل الوظائف الإدارية والسياسية الهامة وفق النسبة المئوية للسكان الذين ينتمون إلى مختلف الطوائف الدينية.

الرئاسة
يُنظر إلى رئيس الجمهورية اللبنانية باعتباره رئيس الدولة ورمز وحدتها. ويقوم مجلس النواب بانتخاب الرئيس لفترة رئاسية مدتها ست سنوات غير قابلة للتجديد، إلا في حال موافقة أغلبية ثلثي أعضاء مجلس النواب على ذلك. ووفق دستور عام 1926 الذي تم اعتماده بعد اتفاق الطائف، يجب أن يكون رئيس الجمهورية من الطائفة المارونية.

ويتعين على الرئيس ضمان احترام الدستور والحفاظ على استقلال لبنان وسلامة أراضيه، بالتزامن مع توليه لمنصب القائد العام للقوات المسلحة. ويقوم رئيس الجمهورية بتعيين رئيسَ مجلس الوزراء بعد التشاور مع رئيس مجلس النواب، وبناءً على الاستشارات النيابية الملزمة. ويشغل ميشال عون منصب رئيس الجمهورية اللبنانية منذ أكتوبر 2016.

السلطة الشرعية

تقع مسؤولية السلطة التشريعية على عاتق مجلس النواب (البرلمان) الذي يتألف من 128 نائباً يتم انتخابهم مباشرة من قبل الشعب لفترة أربع سنوات.

وتوزع المقاعد النيابية بالتساوي بين المسيحيين والمسلمين، وبما يتناسب مع مختلف الطوائف. كما توزع المقاعد بالتساوي بين الأقاليم. وينتخب البرلمان أحد أعضائه رئيساً لمجلس النواب لمدة مماثلة، وينص الدستور على أن يكون رئيس مجلس النواب من الطائفة الشيعية.

النظام القضائي
تقع السلطة القضائية على عاتق المحاكم القضائية بمختلف درجات ومستويات اختصاصاتها. ويتمتع القضاة باستقلالية بصفة رسمية في ممارسة مهامهم؛ ويتم إصدار قراراتهم وأحكامهم وتنفيذها باسم الشعب اللبناني.

ليس للبنان قانون للأحوال الشخصية. فلكل طائفة دينية قوانينها ومحاكمها لقضايا مثل الزواج والمهر وفسخ عقد الزواج والطلاق والتبني والوراثة. وتعد هذه القوانين ملزمة، سواء كان الشخص عضواً في الطائفة أم لا. ودون الانتماء إلى إحدى الطوائف الدينية، ليس للناس وجود قانوني. وفى ربيع عام 2010، نشأت حركة تدعو إلى العلمانية؛ عن طريق مسيرة صاخبة، مسيرة العلمانيين، حاولت الحركة ممارسة الضغط على الحكومة اللبنانية بهدف تغيير هذا المظهر للقوانين اللبنانية.

أظهرت دراسة نشرت في مارس/آذار عام 2010، حول مؤشر الديمقراطية في العالم العربي، أنه بالرغم من تبوء لبنان أعلى المراتب في مجال احترام الحقوق والحريات والمرتبة الثانية في المؤشر الفرعي المتعلق بممارسة تلك الحقوق والحريات، إلا أنه سجل أرقاماً متدنية في انتهاكات الدستور، وسوء معاملة المعتقلين، والاحتجاز التعسفي، وأمن الأشخاص، والإنفاق الحكومي على القطاعات الاجتماعية، والمحاكم العسكرية، والتسرب من التعليم. (انظر حالة الإصلاح في العالم العربي، 2009-2010. مؤشر الديمقراطية في العالم العربي).

الحكومة المحلية

ينقسم لبنان إلى ثمان محافظات (أقاليم ودوائر انتخابية)، وهذه بدورها مقسمة إلى 25 قضاءً أو حياً. وهذه المحافظات هي: بيروت (المركز الإداري: بيروت) وعكار (حلبة) وشمال لبنان (طرابلس) وبعلبك-الهرمل (بعلبك) وجبل لبنان (بعبدا)، والبقاع (زحلة) وجنوب لبنان (صيدا) والنبطية (النبطية).

قد تتنوع المجتمعات أو البلديات المحلية بين قرى يقطنها نحو 300 نسمة ومدن يقطنها نحو نصف مليون نسمة.

وفق الدستور، تجري الانتخابات المحلية كل ستة أعوام. ومع ذلك فقد تم تعليقها بعد عام 1963، ولم تُستأنف مرة أخرى حتى عام 1998. في ذلك العام، كان يتعين على البلاد أن تتعلم من جديد معنى الديمقراطية المحلية.

فى شهر يونيو/حزيران عام 2004، تم انتخاب حكومات محلية جديدة ذات صلاحيات وإمكانيات مالية محدودة لفترة ستة أعوام في 944 بلدية عدد سكان كل منها 300 نسمة على الأقل. وقد جرى انتخاب البلديات الجديدة على مدار أربعة أيام آحاد متتالية في شهر مايو/أيار عام 2010.

الأحزاب السياسية
اعتباراً من ستينات القرن المنصرم، واجهت المكانة المتميزة للطائفة المسيحية المارونية في النظام السياسي اللبناني، والتي كانت تستند إلى الميثاق الوطني غير المدوّن لعام 1943 بين زعماء الطائفة المارونية والسنية، معارضة متزايدة من فئات السكان الممثلة تمثيلاً ناقصاً؛ بشكل رئيسي من الشيعة – الطائفة الدينية الأكبر حينها – كما من قبل السنّة والمسيحيين. وقد قاوم الزعماء المارونيون مطلبهم بمزيد من التمثيل السياسي والاقتصادي.

أقرّ السياسي الدرزي البارز كمال جنبلاط بالواقع الجديد. وأصبح زعيم ائتلاف للقوى السياسية المستاءة – الحركة الوطنية اللبنانية – والتي تتألف من الحزب التقدمي الاشتراكي والحزب الشيوعي اللبناني ومنظمة العمل الشيوعي والحزب السوري القومي الاجتماعي وفرعي حزب البعث العربي الاشتراكي وحركة الناصريين المستقلين وجماعات ناصرية أخرى.

وعملت العديد من الفصائل السياسية الفلسطينية بشكل وثيق مع الحركة الوطنية اللبنانية، من بينها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين. طالبت الحركة الوطنية اللبنانية بالإصلاح الإداري وإلغاء الأساس الطائفي للسياسة اللبنانية. ودعت إلى حرية العمل للمقاتلين الفلسطينيين العاملين من جنوب لبنان ضد إسرائيل.

الحرب الأهلية

بعد الهجوم الدامي الذي شنّه مقاتلو الموارنة على مدنيين فلسطينيين في 13 نيسان/أبريل عام 1975 في شوارع بيروت – الذي كان بداية للحرب الأهلية اللبنانية – اشتبك المقاتلون الفلسطينيون والحركة الوطنية اللبنانية مع الميلشيات المارونية: حزب الكتائب اللبنانية (المعروفة أيضاً بالكتائب)؛ ولواء المردة من تيار المردة؛ ونمور حزب الوطنيين الأحرار. وكرد فعل على تشكيل الحركة الوطنية اللبنانية، تكتلوا رسمياً في كانون الثاني/يناير عام 1976، وأسسوا الجبهة اللبنانية مع عدة مجموعات صغيرة لها ذات الاهتمام.

في تلك الأيام كانت كبار العائلات تهيمن على الساحة السياسية اللبنانية، مثل شمعون وفرنجية والجميّل وجنبلاط وأرسلان والحسيني. وارتقت عائلات جديدة إلى السلطة في وقت لاحق، مثل الحريري.
في أيار/مايو عام 1976، وبطلب من رئيس الجمهورية سليمان فرنجية الماروني، تدخلت سوريا عسكرياً، وذلك بإرسال قوات كبيرة إلى لبنان. جاء هذا بعدما أصبح لمقاتلي الحركة الوطنية اللبنانية اليد العليا في مواجهتهم مع مقاتلي الجبهة اللبنانية.

خدم منع انتصار الحركة الوطنية اللبنانية المصالح السورية، لأن لبنان بقيادة الحركة الوطنية اللبنانية من شأنه أن يزيد من خطر المواجهة مع إسرائيل، والذي قد يعقبه احتلال أجزاء من لبنان، الأمر الذي من شأنه أن يقوّض بشكل خطير موقف سوريا الجغرافي الاستراتيجي في مواجهة إسرائيل.

بعد سلسلة من النكسات العسكرية للحركة الوطنية اللبنانية، لم تعد الجبهة اللبنانية وجناحها المسلح والقوات اللبنانية بقيادة بشير الجميل زعيم الكتائب بحاجة للدعم السوري، وطالبوا بمغادرة القوات السورية. كما عارضت الجبهة الأنشطة المسلحة للمجموعات الفلسطينية.

لم يكن لدى سوريا أية نية بالمغادرة، فوثقت الجبهة علاقاتها مع إسرائيل التي قدّمت لهم التدريب والإمدادات مقابل معلومات استخباراتية عن المجموعات الفلسطينية وغيرها. وحصل الغزو الإسرائيلي عام 1978 لجنوب لبنان، بهدف توجيه ضربة قوية للمقاومة الفلسطينية، على دعم الجبهة الكامل.

وضع توثيق بشير الجميل العلاقات مع إسرائيل وتطلعاته للقيادة في مواجهة مع عضو مهم في الجبهة، الرئيس اللبناني الأسبق وزعيم تيار المردة سليمان فرنجية. في حزيران/يونيو 1978، أدى ذلك إلى مواجهات دامية، حيث هزم حزب الكتائب لواء المردة. وخلال غارة ليلية، قامت وحدة من الكتائب بذبح أنطوان (طوني) فرنجية ابن سليمان في منزله، مع أفراد أسرته.

في أعقاب الاجتياح الإسرائيلي للبنان في صيف عام 1982، والتي كانت تهدف إلى سحق الوجود العسكري والسياسي المنظم للفلسطينيين في لبنان وتهيئة الظروف لتنصيب حكومة موالية لإسرائيل، تم تعيين بشير الجميل من قبل البرلمان ليكون رئيس لبنان المقبل. ولكن قبل أدائه اليمين الدستورية، اغتيل في انفجار عنيف تبيّن لاحقاً أن الحزب القومي الاجتماعي السوري هو من نفّذه.

عندئذ تم انتخاب أمين الجميل، شقيق بشير وعضو بارز في حزب الكتائب، رئيساً للبلاد. في 17 أيار/مايو 1983، اتخذت حكومته الخطوة المثيرة للجدل للغاية: توقيع معاهدة سلام مع إسرائيل. مما وضع الحكومة في صراع مفتوح مع المعارضة اللبنانية، المدعومة من سوريا التي كانت لا تزال تحتفظ بآلاف من جنودها على الأراضي اللبنانية.

اتفاق الطائف

في منتصف الثمانينات، أحرزت مختلف الميليشيات مراكز نفوذ، حيث سيطرت كل واحدة منها على جزء من البلاد: القوات اللبنانية على بيروت وشمال بيروت؛ والحزب التقدمي الاشتراكي على المناطق الدرزية في الشوف؛ وحركة أمل وحزب الله على الضاحية الجنوبية لبيروت وجنوب لبنان ووادي البقاع. ولبنان كدولة مهدد بالانهيار.

اتضح هذا الواقع المؤلم في أيلول/سبتمبر 1988 بعد انتهاء ولاية الرئيس الجميل وعدم اتفاق مختلف الطوائف على انتخاب خليفة له. عندئذ تم تعيين العماد ميشال عون رئيس هيئة الأركان العامة كرئيس وزراء مؤقت. في 14 آذار/مارس عام 1989، وبعد هجوم سوري على القصر الرئاسي في بعبدا وعلى وزارة الدفاع، أعلن عون حرب تحرير ضد الجيش السوري. في حين كان بإمكانه الاعتماد على دعم من المسيحيين كما بعض المسلمين، إلا أن مقتل الآلاف من المدنيين والدمار واسع النطاق نتيجة تبادل إطلاق نيران المدفعية مع الجيش السوري انقلب ضده في النهاية.

أثار تصعيد الصراع جامعة الدول العربية، فتدخلت عام 1989 وجمعت أعضاء البرلمان اللبناني في الطائف (المملكة العربية السعودية) للتفاوض على إعادة توزيع أكثر عدلا ً للسلطة بين مختلف الطوائف – ضمن معالم النظام السياسي الطائفي القائم – وانتخاب رئيس جديد. نتج عن ذلك ما يسمى باتفاق المصالحة الوطنية، المعروف باسم اتفاق الطائف. ورفض رئيس الوزراء المؤقت عون الاتفاق، نظراً لدور “الوصاية” السورية الذي يتضمنه الاتفاق.

نتج عن اتفاق الطائف تمثيل سياسي أكبر للمسلمين، الذين أصبحوا الأغلبية. ونص الاتفاق على تخصيص متساو للمقاعد في البرلمان للمسلمين والمسيحيين (ازداد عدد المقاعد من 99 إلى 128).

بالإضافة إلى ذلك، تم تقسيم المقاعد بالتناسب بين الطوائف ونسبياً بين المناطق. وتحولت صلاحيات الرئيس (الماروني) إلى رئيس الوزراء (السنّي) ومجلس الوزراء، بينما اكتسب رئيس مجلس النواب (الشيعي) أهمية بعد تمديد فترة ولايته مدة أربع سنوات. وأصبحت مناصب الخدمات المدنية تعتمد على “القدرات والتخصص” بدلاً من “قاعدة التمثيل الطائفي” (أي أن المناصب غير مخصصة لطائفة معينة).

في 13 تشرين الأول/أكتوبر عام 1990، هزم عون أخيراً بهجوم للقوات الجوية والبرية السورية. يصادف هذا اليوم ذكرى نهاية الحرب الأهلية التي استمرت 15 عاماً. وحصل عون نفسه على معبر إلى فرنسا، حيث أقام في المنفى 15 عاماً.

كجزء من اتفاق الطائف بعد عام 1990، كان من المفترض نزع سلاح مختلف الميليشيات – ما عدا حزب الله لمقاومته استمرار احتلال إسرائيل لجنوب لبنان. يتم تدريب وتمويل حزب الله من قبل إيران، ويتألف من 2000-3000 رجل، وهو أفضل تسليحاً وتدريباً من الجيش اللبناني. ونظراً لقوته العسكرية، أجبر حزب الله إسرائيل على انسحاب أحادي الجانب من جنوب لبنان عام 2000.

الجيش
حلت لبنان في المرتبة 118 من 137 بين الدول التي شملها تقرير Global Firepower لعام 2019.

وقدر عدد من بلغوا سن الخدمة العسكرية في عام 2019م وفقًا لتقرير غلوبال فاير باور 68,775 فردًا، كما قدر حجم الإنفاق العسكري في العام ذاته بنحو 1.735 مليار دولار. وقد شكل حجم الإنفاق العسكري للبلاد نحو 5.0% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2018م، مقارنة بنحو 5.2%، و4.6% في عامي 2016، و2017 على التوالي، وفقًا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.

القوى المتاحة للخدمة العسكرية لعام 2019م (لبنان).

ميزانية الدفاع (2006): 650 مليون دولار أمريكي (2007)

عدد الأفراد العسكريين العاملين: 62,000، بما في ذلك 2000 من المجندين

الجيش: 60,000

القوات البحرية: 1,000

القوات الجوية: 850

دبابات القتال الرئيسية: نحو ثلاثمئة دبابة، ثلثاها من الطراز السوفيتي القديم T-54/55، والباقي حديثة من طراز M-48A5 إلى جانب بضع عشرات من الطراز البلجيكي القديم ليوبارد1.

عربات الاستطلاع المصفحة + مدرعات المشاة القتالية: ما يزيد على ألف مركبة من الطراز الأمريكي M-113

الزوارق الحربية: عدد قليل من زوارق الدوريات الساحلية وبالقرب من الشاطئ، بالإضافة إلى زورقي إنزال.

الحوامات المقاتلة: ست وثلاثون حوامة أمريكية وفرنسية متعددة المهام، بعضها مزود بأسلحة خفيفة.

الإقتصاد في لبنان

يتمتع لبنان باقتصاد السوق الحرة وتقاليد تجارية قوية، حيث لا تقيد الحكومة الاستثمار الأجنبي؛ ومع ذلك، فإن مناخ الاستثمار يعاني من الروتين، والفساد، وقرارات الترخيص التعسفي، والإجراءات الجمركية المعقدة، والضرائب المرتفعة، والتعريفات والرسوم، والتشريعات القديمة، وعدم كفاية حماية حقوق الملكية الفكرية، وفقًا لما أورده كتاب حقائق العالم لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، والاقتصاد اللبناني هو خدمي المنحى، حيث يمثل القطاع المصرفي وقطاع السياحة قطاعات النمو الرئيسية في البلاد.

وقد تسببت الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990 في إلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية الاقتصادية للبنان، وخفضت الإنتاج القومي بمقدار النصف، وعرقلت مكانة لبنان كمركز مصرفي في الشرق الأوسط. في أعقاب الحرب الأهلية، أعاد لبنان بناء معظم بنيته التحتية المادية والمالية التي مزقتها الحرب من خلال الاقتراض بكثافة، معظمها من البنوك المحلية، التي أثقلت كاهلها على الحكومة بعبء ديون كبير.

إن التعهدات بالإصلاحات الاقتصادية والمالية التي تم إجراؤها في مؤتمرات المانحين الدولية المنفصلة خلال العقد الأول من القرن العشرين، لم يتم الوفاء بها في الغالب، بما في ذلك تلك التي تم التعهد بها خلال مؤتمر باريس الثالث للمانحين عام 2007، بعد حرب يوليو 2006. حشد الحدث الاستثماري “CEDRE” الذي استضافته فرنسا في أبريل 2018 المجتمع الدولي مرة أخرى لمساعدة لبنان في التمويل الميسر وبعض المنح لتحسين البنية التحتية لرأس المال.

قطع النزاع السوري أحد الأسواق الرئيسية في لبنان وممر نقل عبر بلاد الشام. وأدى تدفق ما يقرب من مليون شخص مسجل وما يقدر بنحو 300 ألف لاجئ سوري غير مسجل إلى زيادة التوترات الاجتماعية وزيادة المنافسة على الوظائف منخفضة المهارات والخدمات العامة. لا يزال لبنان يواجه العديد من نقاط الضعف الهيكلية طويلة الأجل التي سبقت الأزمة السورية، لا سيما ضعف البنية التحتية وسوء تقديم الخدمات والفساد المؤسسي والإفراط في التنظيم البيروقراطي.

زاد العجز المالي المزمن من نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي في لبنان، وهي ثالث أعلى نسبة في العالم. معظم الدين يحتفظ به داخليا من قبل البنوك اللبنانية. تضافرت هذه العوامل مع تباطؤ النمو الاقتصادي إلى نطاق 1-2% خلال الفترة 2011-2017، بعد أربع سنوات من متوسط نمو 8%. ضعف النمو الاقتصادي يحد من عائدات الضرائب في حين تظل أكبر النفقات الحكومية خدمة الديون، ومرتبات العاملين الحكوميين، والتحويلات إلى قطاع الكهرباء. تقيد هذه القيود الإنفاق الحكومي الآخر، مما يحد من قدرتها على الاستثمار في تحسينات البنية التحتية الضرورية، مثل المياه والكهرباء والنقل، وفقًا لكتاب حقائق العالم لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية.

في أوائل عام 2018، وقعت الحكومة اللبنانية اتفاقيات عقود طال انتظارها مع كونسورتيوم دولي للتنقيب عن النفط وإنتاجه كجزء من جولة التراخيص البحرية الأولى في البلاد. من المتوقع أن يبدأ الاستكشاف في عام 2019. في أوائل عام 2018، وقعت الحكومة اللبنانية اتفاقيات عقود طال انتظارها مع كونسورتيوم دولي للتنقيب عن النفط وإنتاجه كجزء من جولة التراخيص البحرية الأولى في البلاد. من المتوقع أن يبدأ الاستكشاف في عام 2019. في أوائل عام 2018، وقعت الحكومة اللبنانية اتفاقيات عقود طال انتظارها مع كونسورتيوم دولي للتنقيب عن النفط وإنتاجه كجزء من جولة التراخيص البحرية الأولى في البلاد. من المتوقع أن يبدأ الاستكشاف في عام 2019.

الناتج المحلي الإجمالي
في أعقاب أزمة استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، قطع مصرف لبنان (المركزي) فجأةً قروضه المدعومة التي كان يجري تقديمها عن طريق البنوك إلى القطاع العقاري، وتتيح مصدراً نادراً لتحفيز النمو منذ عام 2012. وفي ظل هذه الظروف، تم تعديل توقعات البنك الدولي لمعدل نمو إجمالي الناتج المحلي الحقيقي لعام 2018 بالنقصان إلى 1% من التنبؤات السابقة البالغة 2%.

وفي الواقع، تُنبِئ مؤشرات عالية التواتر بتدهور النشاط الاقتصادي حتى نهاية عام 2018 في كل القطاعات ماعدا قطاع المعاملات الخارجية، حيث أدت زيادة نسبتها 7.3% في الصادرات السلعية في النصف الأول لعام 2018 مقارنةً بما كانت عليه قبل عام إلى معادلة أثر زيادة الواردات تاركةً عجز الميزان التجاري دونما تغيُّر من حيث القيمة المطلقة (ومنخفضاً كنسبة مئوية من إجمالي الناتج المحلي). وفي الوقت نفسه، زاد عدد السائحين الوافدين بنسبة 3.3% (على أساس سنوي) في النصف الأول لعام 2018 في تراجع حاد عن زيادة نسبتها 14.2% في النصف الأول من عام 2017.

ومن ثمَّ، فإنه في حين كان الاستهلاك الخاص في العادة قاطرة نمو إجمالي الناتج المحلي الحقيقي، ويرى البنك الدولي أن تكون الصادرات الصافية قد كانت المُحرِّك الرئيسي للنمو في 2018، وذلك للسنة الثانية على التوالي.

الصناعة
ساهم القطاع الصناعي اللبناني بنحو 10% من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي، في عام 2016، كما بلغ الناتج المحلي الصناعي الإجمالي نحو 6.4 مليار دولار عام 2017، وفقًا لوزارة الصناعة اللبنانية؛ ويعمل في القطاع الصناعي نحو 10% من إجمالي القوى العاملة في البلاد، وقد ضم قطاع الصناعة 185 ألف وظيفة جديدة في عام 2017، يذكر أن 61% من إجمالي وظائف القطاع الصناعي هي وظائف منظمة، و39% وظائف غير منظمة.

يعمل على الأراضي اللبناني نحو 4700 مصنع مرخص، وحوالي 2000 مصنع غير مرخص. وقد انخفضت الصادرات الصناعية بنسبة 27% بين عامي 2012-2017
وقد بلغت قيمة الصادرات الصناعية اللبنانية خلال العام 2018 بلغ مليارين و548 مليون دولار أميركي (د.أ.) مقابل مليارين و474 مليون دولار خلال العام 2017 و مليارين و527 مليون دولار خلال العام 2016، أي بارتفاع ونسبته 3% مقارنةً مع العام 2017 وبارتفاع ونسبته 0.8% مقارنةً مع العام 2016. وفقًا لإحصاءات وزارة الصناعة..

كما تجدر الاشارة الى ان المعدل الشهري للصادرات الصناعية اللبنانية خلال العام 2018 بلغ 212.3 مليون دولار مقابل 206.1 مليون دولار خلال العام 2017، و210.6 مليون دولار خلال العام 2016.

من جهة أخرى، بلغ مجموع قيمة المستوردات من الآلات والمعدات الصناعية خلال العام 2018 نحو 266.4 مليون دولار مقابل 257.4 مليون دولار خلال العام 2017 و235.5 مليون دولار خلال العام 2016 أي بارتفاع ونسبته 3.5% مقارنةً مع العام 2017 وبارتفاع ونسبته 13.1% مقارنةً مع العام 2016.

ويتمثل هيكل الصادرات الصناعية اللبنانية من: منتجات الصناعات الكيماوية، اللؤلؤ، الأحجار الكريمة او شبه الكريمة، المعادن الثمينة ومصنوعاتها (دون الماس الخام وسبائك الذهب والفضة بشكلها الخامي)، المعادن العادية ومصنوعاتها، منتجات صناعة الأغذية والتبغ.

الزراعة
لبنان بلد خصب ومتنوع التربة الصالحة للزراعة، ويمسح المناخ المتوسطي المعتدل بزراعة أنواع مختلفة من المحاصيل، وتُشكل الزراعة اللبنانية ثالث أهم القطاعات الاقتصادية في البلاد بعد قطاع الخدمات والصناعة.

ويُساهم القطاع الزراعي بقرابة 7% من الناتج المحلي الإجمالي، ويؤمن دخلا لحوالي 15% من السكان. تشمل المحاصيل الرئيسيّة: الحبوب، القمح والشعير بشكل أساسي، الفاكهة والخضار، الزيتون، العنب، والتبغ. يُضاف إليها عدد من رؤوس الماعز والخرفان التي تُربى في المزارع وعند بعض الرعاة.

والمناخ المتوسطي المعتدل، والأراضي الزراعية متنوعة التربة، الارتفاع، والموقع، والذي يمتد من سهل البقاع الداخلي والممرات والجلول الجبلية، وصولا إلى السهول الساحلية، كل هذه العوامل تسمح للمزارعين بزراعة أنواع مختلفة من المحاصيل والأشجار الأوروبية والاستوائية.

ويُزرع التبغ والتين في جنوب البلاد، والحمضيات والموز على طول الساحل، الزيتون في الشمال وفي جبال الشوف، والفاكهة والخضار في البقاع. من المزروعات غير البلدية التي تُزرع في لبنان: الأفوكادو، التي تُزرع في جبيل، والمانغو.

بلغت قيمة الصادرات الزراعية اللبنانية وفق إحصاءات شهادات المنشأ المصادق عليها في غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان عام 2016 نحو 2 مليار و977 مليون دولار مقارنة مع 2 مليار و952 مليون دولار عام 2015 بارتفاع نسبته 0.84 بالمئة، سجلت قيمة الصادرات نسب ارتفاع سنوية تراوحت ما بين 7 و21 بالمئة في الفترة ما بين الأعوام 2008-2016

ويقدر البنك الدولي نسبة العاملين في قطاع الزراعة اللبناني عام 2018 بنحو 12.10% من إجمالي المشتغلين في الدولة، مقارنة بنحو 12.38%، و12.24% في عامي 2016، و2017 على التوالي. وتقدر القيمة المضافة في القطاع الزراعي (بالأسعار الثابتة للدولار الأمريكي في عام 2010) بنحو 1.81 مليار دولار في عام 2017، مقارنة 1.60 مليار دولار في العام 2016.

الفقر
تشكل الآثار الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن الأزمة السورية، التي دخلت عامها الثامن، إحدى القضايا الرئيسية التي تواجه لبنان حاليا. ووفقا لمصادر حكومية وأخرى مستقلة، فإن ما يصل إلى 1.5 مليون سوري، أو حوالي ربع سكان لبنان، قد لجأوا إلى لبنان منذ اندلاع الصراع في مارس/آذار 2011. وقد شكل ذلك ضغوطا كبيرة على ماليته العامة وتقديم الخدمات، والبيئة. ومن المتوقع أن تؤدي هذه الأزمة إلى تفاقم أوضاع الفقر بين المواطنين اللبنانيين، وكذلك إلى اتساع التفاوت في مستوى الدخل.

ويُقدر أنه نتيجة للأزمة السورية، بوجه خاص، فإن نحو 200 ألف لبناني آخرين قد سقطوا في براثن الفقر، وفقًا للبنك الدولي، ليُضافوا إلى الفقراء السابقين البالغ عددهم مليون شخص. وتذهب التقديرات إلى أن ما بين 250 و 300 ألف مواطن لبناني، معظمهم من الشباب عديم المهارات، قد أصبحوا في عداد العاطلين عن العمل.

وكشف تقرير لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون للاجئين UNHCR وأن حوالي 70% من اللاجئين السوريين يعيشون تحت خط الفقر خلال العام 2017، وبحسب دراسات أخرى سابقة تعود للعام 2016، فإن أكثر من مليون ونصف المليون لبناني يعيشون بـ 4 دولاررات في اليوم، أي 120 دولاراً في الشهر، كما تشير هذه الدراسات أيضاً إلى أن 8% من الشعب اللبناني يعيشون في “فقر مدقع”. أي أن أكثر من 360 ألف لبناني يعيشون على أقل من2.5 دولار في اليوم، ما يعادل 75 دولاراً في الشهر. كما أن نسبة الفقر في لبنان سجّلت ارتفاعاً كبيراً بين عاميّ 2011 و2016 حيث وصلت إلى 61 في المئة. وبحسب معظم الدراسات، يقسّم إنفاق اللبنانيين إلى 35% على الطعام والشراب، و30% على المواصلات والاتصالات. والنسبة الباقية للسكن والصحة والكهرباء والمياه وغيرها من المستلزمات.

وتتوزع نسبة الفقراء على المناطق المهمشة، حيث حصل البقاع على الحصة الأعلى بنسبة 38 في المئة، يليه الشمال بنسبة 36 في المئة، أما الجنوب فوصلت نسبته من الفقر إلى 32 في المئة، وفي النبطية 25 في المئة، أما نسبة الفقر في جبل لبنان فكانت 22 في المئة، وحصلت بيروت على أدنى نسبة وصلت إلى 16 في المئة. وقد أعلن بنك الاستثمار العالمي كريدي سويس عن أن الثروة الصافية المجمّعة للبنانيين وصلت إلى 98.7 مليار دولار في نهاية حزيران (يونيو) 2017، أي بارتفاع قدره 2.6 في المئة عن 96.2 ملياراً في نهاية حزيران (يونيو) 2016.

يسيطر على هذه الثروة 3 في المئة فقط من اللبنانيين الذين يمتلكون أكثر من 100 ألف دولار، في حين أن 30 في المئة من اللبنانيين يمتلكون ثروة بين 10 و100 ألف دولار، أما 67 في المئة من الشعب اللبناني يمتلكون أقل من 10 آلاف دولار. ونتيجة للأوضاع الاقتصادية الصعبة وارتفاع نسبة الفقر في لبنان، أطلقت وزارة الشؤون الاجتماعية في العام 2011 “البرنامج الوطني لاستهداف الأسر الأكثر فقراً”، بهبة من البنك الدولي والحكومة الكندية والحكومة الإيطالية بعد عدة مؤتمرات للدول المانحة، منها مؤتمر “باريس 3” عام 2007 إثر الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان في تموز (يوليو) 2006.

يهدف البرنامج إلى توفير المساعدات الاجتماعية للأسر اللبنانية الأكثر فقراً بناء على معايير شفافة تحدد مستوى فقر الأسرة وبالتالي مدى أحقيتها في الاستفادة من المساعدات، وذلك في حدود الموارد العامة المتاحة لهذه الغاية، بحسب موقع وزارة الشؤون الاجتماعية.

الموقع في السوق العالمية
حل لبنان في المرتبة 105 من حيث القدرة التنافسية الإجمالية على المؤشر العالمي لعام 2017/2018، ويتفوق لبنان على وزنه عندما يتعلق الأمر بتطور الأعمال والاستعداد التكنولوجي والابتكار، لكنه لا يزال مثقلًا ببيئة الاقتصاد الكلي السيئة والمؤسسات غير الفعالة وأسواق العمل. وقد أدى الوضع في سوريا المجاورة، وما نتج عنه من تدفق لعدد كبير من اللاجئين، إلى زيادة استنزاف الموارد الاقتصادية ووضع النظم الصحية والتعليمية الوطنية تحت الضغط، خاصة مع زيادة عدد الأمراض المنقولة.

وقد تحسن استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بفضل زيادة عرض النطاق الترددي الدولي للإنترنت واشتراكات النطاق الواسع المتنقل، وقد خفف الانكماش من المساهمة في تحسين سياق الاقتصاد الكلي للبلد.

البنية التحتية
تاريخياً، كان هناك تفاوت بين إمكانية الوصول إلى المناطق الساحلية – خاصة المتحضرة – وجبالها، والتي يمكن الوصول إليها جزئياً. ومن المفارقات، الجبال المنخفضة هي اقل وصولاً إليها، وهي شديدة الانحدار، في حين أن الجبال العالية هي موقع المنتجعات الشتوية والصيفية.

حتى عام 1975، كان لبنان دولة حديثة ببنية تحتية جيدة تفوق مثيلاتها في العديد من الدول الأخرى في المنطقة. وهذا ما جعل من لبنان منافساً قوياً للغاية كمزوّد للخدمات (المالية). فقضت الحرب الأهلية (1975-1990) على هذا كله. بينما دُمّرت المباني والطرق ومراكز الاتصالات في بيروت ومدن أخرى، قامت بلدان أخرى – مثل دول الخليج – بتطوير بنيتها التحتية بنفس المعدل.

منذ عام 1990 فصاعداً، طوّر لبنان – وخاصة بيروت – نشاطاً إعمارياً محموماً: تم بناء الطرق والمباني السكنية والمكاتب التجارية بوتيرة سريعة. ولسوء الحظ، كلما عصف العنف بالبلاد، تتعرض المباني أيضاً للهجوم. ففي عام 2006 على سبيل المثال، تعرضت أجزاء كبيرة من بيروت للقصف من جانب إسرائيل خلال حرب الـ 33 يوماً.

وفق ما نقلته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عن وزارة الشؤون الاجتماعية اللبنانية، تم تدمير 5,000 منزلاً و 62 جسراً و 72 معبراً و 22 محطة وقود وثلاثة سدود و 600 كم من الطرق والمنارة ومرافئ بيروت وطرابلس وجونية ومطار بيروت الدولي ومطار القليعات المحلي ومطار رياق العسكري وأكثر من 150 شركة ومحطات توليد الكهرباء ومحطة صرف صحي وهوائي هواتف نقالة ومحطة تلفزيون “المنار” العائد لحزب الله. وفي عام 2008، وفق ما يبدو آخر تحديث لموقع إعادة إعمار لبنان، تم إصلاح 97% من البنية التحتية في ذلك الوقت، بتكلفة إجمالية قدرها 345,4 مليار دولار.

وفق هيئة تنمية الاستثمار في لبنان، “للبنان ما يزيد على 7,000 كم من شبكات الطرق، منها 97% منها معبّدة. يتوفر في بيروت عدد ضخم من سيارات الأجرة. ويتم تنظيم سيارات الأجرة في اتحادات بشبكة طرق تغطي مناطق محددة. وقد تم استئناف خدمات السكك الحديدية المحلية وإنشاء هيئة نقل جديدة للمدينة (TCB ) في عام 1993. وتم إرجاء خدمات الحافلات البلدية في عام 1975، ولكن في أوائل عام 1994 تم طرح مناقصات لتوريد 140 حافلة مدينة.

وتقوم شركات القطاع الخاص بإدارة خدمات الحافلات التي تربط جميع المدن والبلدات اللبنانية الكبرى مع بعضها البعض. تضررت شبكة الطرق بشكل كبير خلال القصف الجوي الإسرائيلي عام 2006، وتم تخصيص جزء كبير من ميزانيتي عامي 2007 و 2008 لإصلاح تلك الأضرار”.

على مؤشر أداء الخدمات اللوجستية الدولية – والذي يعنى بقياس البنى التحتية والإجراءات على الحدود والخدمات – إلى جانب عوامل أخرى مثل البيروقراطية والفساد – احتل لبنان المرتبة 96 من أصل 155 دولة عام 2010. وبينما كان لبنان ينتمي إلى شريحة الدول التي تشهد تحسناً في مجموعة أصحاب الدخل فوق المتوسط عام 2010 (والبنية التحتية المرتبة 41)، إلا أنه خسر موقعه عام 2012.

المياه والكهرباء

تتوفر المياه والكهرباء بكثرة بفضل الأنهار الجبلية والينابيع الكثيرة. ومع ذلك، أدى الافتقار إلى القدرة لتوليد الطاقة من المورّد الرئيسي للطاقة كهرباء لبنان، مؤسسة كهرباء لبنان (EDL)، إلى انقطاع يومي للتيار الكهربائي في جميع أنحاء البلاد بشكل دائم. تؤثر فترة انقطاع الكهرباء بين 3-23 ساعة في اليوم على المنازل والشركات. فكمية الكهرباء أقل من 1500 ميغاواط لا تغطي الطلب على أكثر من 2400 ميغاواط، وفق وكالة دراسة الحالة الاقتصادية في الشرق الأوسط (MESS). ونتيجة لذلك، تعتمد البيوت والشركات بشكل كبير على مولدات خاصة.

تتوفر الكهرباء من الشبكة العامة بشكل دائم لنسبة 14,3% فقط من السكان، وعلى 73,7% التعامل مع انقطاع التيار الكهربائي يومياً. تكلف المساعدات التي تقدمها الحكومة لمؤسسة كهرباء لبنان، وهي مؤسسة عامة، 1-1,5 مليار دولار سنوياً، مما يزيد العجز المالي.

قطاع الطاقة هو أحد المجالات التي فشلت الحكومات اللبنانية المتتالية بتنفيذ الإصلاحات عليها، مما يطيل أزمة الطاقة الحرجة (انظر MEES). يشير تقرير البنك الدولي “تحليل الآثار الاجتماعية في لبنان (2009)” إلى أن: إحدى الجوانب الأكثر إثارة للدهشة في قطاع الكهرباء هو الاعتماد الكبير على القطاعين الخاص وغير الرسمي، واللذين يعملان بعيداً عن إشراف الدولة أو الإطار التوجيهي.

مع الأخذ في الاعتبار العوائق المحتملة لإدخال قوانين، فإن واقع عمل مثل هكذا قطاع طاقة كبير واحتكاري في الاقتصاد الخفي يتطلب اهتماماً”. ويقول التقرير أيضاً: ” يعاني كل من قطاعي الكهرباء والمياه من عدم كفاية الإمدادات”. فخلال فصل الشتاء، تتوفر المياه بشكل دائم في 45,5% من المنازل، وهذه النسبة تنخفض إلى 21,2% خلال فصل الصيف.

في محاولة لحل أزمة الكهرباء (على الأقل على المدى القصير)، وقّعت الحكومة اللبنانية في تموز/يوليو 2012 اتفاقية لمدة ثلاث سنوات مع شركة تركية لاستئجار سفينتي توليد كهرباء بطاقة إجمالية قدرها 270 ميغاواط. في شباط/فبراير 2013، وقّعت الحكومة اتفاقاً مع الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية للحصول على مبلغ قدره 85 مليون دولار لاستخدامه في تحديث محطتين لتوليد الكهرباء في زوق، شمال بيروت، والجية، جنوب العاصمة. وفق وزير الطاقة والمياه جبران باسيل، توقف لبنان عن استيراد 200-300 ميغاواط من الطاقة من سوريا ومصر بسبب الأزمات السياسية هناك (انظر MEES).

الانترنت والهاتف

على الرغم من القيود نتيجة عدم انتظام إمدادات الكهرباء، هناك نمو سريع لشبكة الإنترنت، وبالأكثر لشبكة الهاتف. عام 2005 كان مستخدمو الإنترنت في لبنان يشكلون 17,5%. وعام 2007 ارتفعت هذه النسبة إلى 35%. وارتفعت نسبة مستخدمي الهاتف المحمول من 20% عام 2000 إلى 35% عام 2008.

التجارة و القطاع المصرفي

مدينة بيروت – المركز المالي للبنان / Photo Shutterstockيشكل قطاع الخدمات ككل نسبة 83% من الصادرات. وقد نمت صادرات الخدمات بمعدل سنوي استثنائي بلغ 42%.

التجارة هي أهم قطاع في لبنان إلى حد بعيد، وتمثل ثلث إجمالي الناتج المحلي، أي أكثر من ربع القوى العاملة، وأكثر من نصف جميع الشركات. تتركز التجارة داخل المدن الرئيسية وحولها، وعلى رأسها العاصمة بيروت. في تسعينات القرن العشرين، شهدت الطرق السريعة الدولية التي تربط لبنان بسوريا ظهور العديد من مجمعات التسوق والمراكز التجارية، والتي كانت تمد السوريين الذين كانت بلادهم في ذلك الوقت أقل انفتاحاً على السلع الاستهلاكية المستوردة.

وقد تغير هذا الآن، وذلك نتيجة تدهور العلاقات بين البلدين من جهة والتغيرات الاقتصادية في سوريا من جهة أخرى. وخلال السنوات الأخيرة، شهد لبنان وصول المتاجر متعددة الأقسام وسلاسل محالات البقالة الفرنسية والبريطانية.

في السنوات الأخيرة، تأثر قطاع التجارة والخدمات بالربيع العربي والوضع السياسي المحلي. قلصت هذه التطورات من الإنفاق الاستهلاكي والاستثماري. إلا أن التجارة في الموا الرئيسية في لبنان ارتفعت عام 2012، جزئياً نتيجة لتحويل النشاط التجاري عن طريق سوريا. ووفق أحدث الاحصاءات من مرفأ بيروت، تعامل الميناء مع 2125 سفينة عام 2012، مقارنة بـ 2285 عام 2010. وفي الربع الأول من عام 2013، رست 522 سفينة في الميناء، أي بزيادة طفيفة مقارنة مع نفس الفترة من عام 2012.

ارتفع حجم التجارة في من 599,433 حاوية عام 2010 إلى 634,969 عام 2012. وازدهر نشاط مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت بالوافدين من المغتربين اللبنانيين واللاجئين السوريين. وقد سجل زيادة 5,7% في عدد الركاب عام 2012 (5,913,305 مقابل 5,596,274 عام 2011، راجع تقرير بنك عودة).

القطاع المصرفي

إن توغل القطاع المصرفي في لبنان هو أعلى من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أو البلدان الناشئة في هذا المجال (18 فرعاً لكل 100,000 شخص، مقارنة بأقل من 14 فرعاً في البحرين و 10 فروع – معدل البلدان الناشئة – أو أقل في جميع بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الأخرى). مجموع عدد البنوك في لبنان 62 بنكاً.

تواجه البنوك في دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منافسة محدودة فقط، باستثناء لبنان، الذي يحتوي على أعلى نسبة من البنوك المملوكة للأجانب. نجحت البنوك في لبنان بشكل جيد إلى أبعد الحدود خلال العشرين سنة الماضية، ويرجع ذلك إلى برامج إعادة الإعمار بعد الحرب الأهلية (وفيما بعد حرب 2006 مع إسرائيل). وقد تم تمويل هذه البرامج بشكل رئيسي عن طريق قروض كبيرة بأسعار فائدة مرتفعة للغاية. تشير المؤشرات المالية إلى القوة المستمرة في القطاع المصرفي.

وتشهد ودائع المصارف التجارية نمواً بمعدل يفوق 20% من عام إلى عام، وانخفضت “دولرة” الودائع، بمساعدة الثقة المستمرة وجاذبية أسعار الفائدة المحلية. جزئياً بفضل الرقابة الحكيمة للقطاع المصرفي، لم تتأثر البنوك عملياً بالأزمة المالية العالمية وبقيت مربحة وذات رؤوس أموال كبيرة.

رغم ركود الاستثمار الأجنبي المباشر، إلا أن التدفقات القوية لودائع غير المقيمين أتاحت لمصرف لبنان المركزي الاستمرار في تجميع الاحتياطات الدولية بوتيرة مريحة، حتى في غياب تمويل السوق الحكومية من الخارج. على الرغم من الآثار الاقتصادية والسياسية للحرب في سوريا، تمكنت المصارف اللبنانية من الحفاظ على ودائع عالية، والتي سجلت ارتفاعاً سنوياً قدره 8٪ لتصل إلى 125 مليار دولار في نهاية كانون الأول/ديسمبر 2012. وفق بنك عودة، فإن وضع سيولة المصارف “أكثر من مواتية”، مما أتاح للبنوك الاستمرار في تقديم التمويل للاقتصاد ككل.

السياحة
يتمتع لبنان بمجموعة متنوعة من الأنشطة والمواقع التاريخية والطبيعية للزيارة – من المنتجعات البحرية إلى ستة منتجعات تزلج، ومن الإرث الريفي إلى ركوب الدراجات والمشي لمسافات طويلة والرحلات. (انظر أيضاً التنمية الإقليمية). كما يتمتع لبنان بتراث ثقافي غني موروث من الحضارات السابقة، مع خمسة مواقع للتراث العالمي خصصتها منظمة اليونسكو. ومع ذلك، تقع معظم المواقع التاريخية المشهورة دولياً في المناطق الحضرية ذات الكثافة السكانية العالية، والتي عادة ما تكون عرضة لضغوط أعمال التطوير الحديثة وعمليات إعادة الإعمار في فترة ما بعد الحرب.

ومما يزيد من الضغط التنموي افتقار الحكومات المحلية إلى الموارد والآليات اللازمة للحفاظ على هذه المواقع وإدارتها. ونتيجة لذلك، تعاني المواقع التاريخية والأثرية من التدهور المادي والبيئي، في حين لا تجني البلديات المحلية والسكان من المنافع الاقتصادية سوى القليل والتي تأتي من صناعة السياحة المزدهرة.

في عام 2009 صادق مجلس النواب اللبناني على استقراض مبلغ 31,5 مليون دولار من البنك الدولي لحكومة لبنان لتهيئة الأوضاع للتنمية الاقتصادية المحلية المتزايدة وتحسين نوعية الحياة في المراكز التاريخية لأهم خمس مدن ثانوية، وتحسين وصيانة إدارة التراث الثقافي المعماري في لبنان. ويتعلقمشروع التراث الثقافي والتنمية الحضرية المقترحة ببعلبك وجبيل وصيدا وطرابلس وصور، حيث لا تزال آثار الأضرار والدمار والفقر والركود الاقتصادي التي خلفتها الحرب الأهلية ظاهرة.

قبل الحرب الأهلية كانت شواطئ لبنان والمنتجعات الجبلية شعبية جداً للقادمين من الخارج، وخاصة من دول عربية أخرى. وعندما انتهت الحرب الأهلية (عام 1990)، بدأ السياح بالعودة، وارتفعت أعدادهم بشكل حاد، حتى القصف الإسرائيلي عام 2006 والاضطرابات السياسية في تلك السنوات. مع أن السياحة شهدت انتعاشاً بعد عام 2008، إلا أن ذلك توقف نتيجة تصعيدالصراع في سوريا اعتباراً من عام 2011.

رصدت وزارة السياحة اللبنانية 1,365,845 زائراً إلى البلاد عام 2012، أي بانخفاض قدره 37% مقارنة مع عام 2010 (2,167,989 زائراً). واحتل السياح العرب (الأردن والكويت والعراق والسعودية) المرتبة الأولى، حيث بلغ عددهم 458,089 زائراُ أو 33,5% (عادة 40%)، ويليهم الأوربيون 444,824 زائراُ أو 32,5%. وجاء في المرتبة الثالثة الزوار من الأمريكيتين، 221,174 زائراً، أو 16%.

عام 2012، كانت المساهمة المباشرة للسياحة 4 مليارات دولار، أو 9,3% في الناتج المحلي الإجمالي، وفق المجلس العالمي للسفر والسياحة (WTTC). وفرت السياحة 120,000 فرصة عمل عام 2012؛ ويتوقع المجلس أن تنخفض بنسبة 2,1% عام 2013. وبلغ مجموع المساهمة (غير المباشرة) للقطاع السياحي في التوظيف 322,500 وظيفة عام 2012.

تاريخ لبنان

“كِلُّن يعني كِلُّن”، شعارٌ صدحت به حناجر اللبنانيين في السابع عشر من أكتوبر 2019م ليزعزع أركان النظام السياسي اللبناني، القائم على المحاصصة الطائفية، منذ طوى اتفاق الطائف (1989م) صفحة الحرب الأهلية التي امتدت لنحو 15 عامًا. أسفرت الاحتجاجات الشعبية، ضد الفساد وسوء الإدارة في البلاد، عن استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري، زعيم “تيار المستقبل”، الذراع السياسي للمسلمين السنة في لبنان؛ وتم تكليف حسّان دياب رئيساُ لحكومةٍ جديدةٍ وصفها البعض برقعة قماش جديدة على ثوب قديم.

في هذا القسم، نبحر في تاريخ هذه الدولة من حاضره إلى ماضيه، محاولين بذلك سبر أغوار الأحداث الفاصلة التي رسمت حاضر وهويّة لبنان ككيان من عين المؤرّخ.

الجمهورية الثانية (2019 – 1989)
مع نهايات حقبة الحرب الأهلية اللبنانية وإجراء تعديلات دستورية في نوفمبر 1989م، بدأ عهد الجمهورية الثانية برئاسة الماروني رينيه معوض، غير أنه اغتيل بعد أيام من توليه المنصب، بإحدى مناطق السيطرة السورية، آنذاك.

اشتدت حدة التجاذبات السياسية مع رئاسة خَلفهِ الياس الهراوي للبلاد، خاصة في ظل حكومة عمر كرامي التي شُكِّلت برعاية سورية، ووُجِهت برفضٍ من قِبل حزب الله الموالي لإيران.

الاصطفاف الطائفي والحرب الأهلية (1989 – 1970)
بعد انتقال مقر منظمة التحرير الفلسطينية من عمان إلى بيروت على خلفية مواجهات أيلول الأسود 1970م بين الفلسطينيين والجيش الأردني، تباينت المواقف السياسية إزاء العمليات الفدائية التي يشنها الفلسطينيون على إسرائيل. وسرعان ما أدت إلى اصطفاف طائفي تغذيه قوىً إقليمية؛ لم يتمكن الرئيس اللبناني سليمان فرنجية من احتوائه.

ربيع عام 1975م هاجم فلسطينيون إحدى الكنائس، ورداً على ذلك قامت قوات الكتائب بقيادة الماروني بيير الجميِّل بمهاجمة إحدى الحافلات الفلسطينية، فاشتدت الاصطفافات حدةً، وتشكلت ميليشيا عسكرية لكل طائفة دينية. لتبدأ رحى الحرب الأهلية تدور، حاصدة الأرواح حسب طائفتها، أو ما اصطلح على تسميه (القتل على الهوية). وامتدت الحرب الأهلية على مدى خمسة عشر عاماً، تخللها حصار إسرائيلي للعاصمة بيروت صيف عام 1982م. وهذا الحصار امتد لثلاثة أشهر، وانتهى بمجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا.

لم يسلم لبنان من تأثيرات حرب يونيو 1967م بين العرب وإسرائيل. فقد احتلت إسرائيل مزارع شبعا الملاصقة للحدود مع سوريا. كما جلبت الحرب المزيد من اللاجئين الفلسطينيين إلى لبنان الذين استقروا في جنوب البلاد، بالقرب من الحدود الإسرائيلية. وأثبتت القوات المسلحة اللبنانية عجزها عن السيطرة على مخيماتهم.

بين الجمهورية الأولى والانتداب الفرنسي (1970 – 1920)
بعد ولاية كميل شمعون الرئيس الثاني للجمهورية (1952-1958) المتمرد على القومية العربية الناشئة، شهدت فترة ولاية الرئيس فؤاد شهاب (1958-1964) عدداً من الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية غير المسبوقة. من بينها تأسيس مصرف لبنان المركزي، ومحاولة تقليل الاختلالات الشديدة في الدخل. كما طور شهاب المناطق الريفية وأنشأ مؤسسات الضمان الاجتماعي؛ إلا أنه لم يتمكن من تغيير نظام القوانين التي كرّست الطائفية الدينية.

كان لبنان أعلن استقلاله عن فرنسا عام 1946م، وبقي الرئيس الأول للبنان بشارة الخوري في السلطة حتى عام 1952، على خلفية إضرابٍ عامٍ شلّ أركان البلاد. وتسبّب قيام دولة إسرائيل في عام 1948م، إلى جانب الحرب العربية الإسرائيلية اللاحقة، بنزوح ما يزيد على 100,000 لاجئ فلسطيني إلى لبنان، بل وغيرت الخريطة السياسية والديموغرافية للمنطقة بالكامل.

في ظل الانتداب الفرنسي، ضمّ لبنان الكبير المناطق الساحلية، فتغيرت التركيبة السكانية، لكنها بقيت في صالح الطوائف المسيحية بشكل عام. وتم صياغة دستور البلاد، الذي اكتمل عام 1926م. ونص الدستور على أن يكون رئيس الجمهورية مسيحياً مارونياً، في حين يكون رئيس مجلس النواب شيعياً ورئيس الوزراء سُنياً، بينما وزير الدفاع درزياً.
لقراءة المزيد أنقر هنا.

بين هدوء القرن التاسع عشر والمماليك (1900 – 1282)
ساد الهدوء والازدهار جبل لبنان حتى القرن التاسع عشر. وعلى الرغم من بقاء الجبل كملاذ لمختلف الأقليات التي هربت من الاضطهاد، سواء كانت دينية أو عرقية، لكن كان على هذه الأقليات أن تتعايش معاً بطريقة أو بأخرى.

هُزِم المماليك أمام زحف الإمبراطورية العثمانية عام 1516م. وكانت هذه بداية ثلاثة قرون من الهدوء النسبي بين مختلف الطوائف الدينية.

ونظراً لأن المماليك كانوا من السُّنة، فقد كانوا محترسين من المسيحيين –الموارنة خصوصاً– والشيعة الذين كانوا يسكنون تلك البقاع. ومع ذلك، كان للمماليك علاقة طيبة مع مسيحيي البندقية الكاثوليك، فسمحوا بالطوائف المسيحية في لبنان.

لبنان موطن التنوع الديني
عبر التاريخ اتسم لبنان بتنوعه الديني: ففيه عاش اليهود والطوائف المسيحية العديدة والمسلمون. ففي حين تحولت المدن الساحلية إلى الإسلام مع بدايته، فقد بقيت مستقراً لليونانيين والأرمن. كما استقر أتباع علي – الشيعة – بصفة عامة في جنوب البلاد والجبال. أحد فروع المذهب الشيعي الذي انتشر في لبنان وسوريا، خاصة في القرنين التاسع والعاشر للميلاد، المذهب الإسماعيلي، الذي أتت به السلالة الفاطمية معها من مصر. وينحدر الدروز، الذين يشكلون جزء أساسياً من الفسيفساء اللبنانية، عن فرع منشق عن المذهب الإسماعيلي، وترجع أصوله أيضاً إلى مصر.

وتمثل المنطقة الساحلية للبنان الحالي جزءً هاماً من أرض كنعان القديمة، والتي كانت تمتد من أوغاريت (رأس شمرا الحالية) الواقعة في شمال سوريا، على طول الساحل ووادي نهر أورونتي، وصولاً إلى عكا. وكانت المدن الواقعة على الساحل اللبناني الحالي، مثل طرابلس وجبيل وبيروت وصيدا وصور، مدناً فينيقية شهيرة، وكانت كلٌّ منها تنعم بالاستقلال.

الإعلام في لبنان

أشارت صحيفة حديقة الأخبار الصادرة باللغتين العربية والفرنسية إلى ظهور وسائل الإعلام الحديثة في لبنان منذ تأسيسها عام 1858. فقد عكست الصحف اللبنانية في بداياتها مصالح الحكام العثمانيين في البلاد، حيث وحدّ قانون الصحافة لعام 1865 سيطرة الحكومة على الإعلام. فقد فرّ بعض الصحفيين إلى مصر، بينما نشر البعض الآخر كتيبات ومنشورات غير قانونية في العاصمة بيروت في معارضةٍ متزايدة للقيادة العثمانية.

وفي عام 1924، كرّس الحكام الفرنسيون طاقاتهم لإغلاق الصحف المعارضة ووضعوا خطة لـ”مكافأة” الصحفيين الموالين. ومع ذلك، استمرت الصحافة المطبوعة في النمو، وبحلول عام 1929، كان هناك أكثر من 270 صحيفة لبنانية، فضلاً عن تزايد الدعوة للسيادة الوطنية. وفي عام 1938، أنشأ الفرنسيون أول محطة إذاعية في لبنان، التي واصلت البث بعد الاستقلال.

كانت الحكومة اللبنانية تسيطر بشكل صارم على البيئة الصحفية والإذاعية في الفترة الأولى ما بعد الاستقلال، لكن شكّل التلفزيون استثناءً، فقد ظهر كمؤسسة خاصة، وليس مؤسسة مملوكة للدولة. أسست شركة ” La Compagnie Libanaise de Télévision” أول محطة تلفزيونية عام 1959، على الرغم من أنّ الحكومة احتفظت بالحق في فرض رقابة على المحتوى. زاد قانون الصحافة لعام 1962 من حقوق الصحفيين من خلال إنشاء نقابة للصحفيين ونقابة للمحررين، إلا أنه قيّد حرية التعبير من خلال التأكيد على أنه “لا يجوز نشر أي محتوى يُعرّض الأمن القومي… أو الوحدة الوطنية للخطر… أو يُهين المسؤولين اللبنانيين رفيعي المستوى… أو رئيس دولة أجنبية.”

وعلى صعيدٍ متصل، شهدت الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1991) استهداف وسائل الإعلام، إلا أنّ المئات من المنشورات نجت من المحنة، في حين بدأت العديد من المحطات الإذاعية والتلفزيونية غير المرخصة البث أثناء الصراع. وفي محاولةٍ لاستعادة النظام، عدّلت الحكومة قانون الصحافة عام 1994، مع اتخاذ المزيد من التدابير التقييدية التي تسمح باحتجاز الصحفيين أو تغريمهم قبل إدانتهم من قِبل المحكمة. كما صدر أيضاً قانون الإعلام المرئي والمسموع لعام 1994، مما جعل من لبنان أول دولة في الشرق الأوسط تمتلك إطاراً تنظيمياً يسمح بكلٍ من البث الإذاعي والتلفزيوني على حد سواء.

إنتقلت محطات البث التلفزيوني الرئيسية في لبنان إلى البث الفضائي في وقتٍ متأخر نسبياً عام 1996، في الوقت الذي كان فيه الجمهور اللبناني قد تعرّض لمحتوى البث الفضائي من جميع أنحاء العالم لعدة سنوات. من ناحيةٍ أخرى، سرعان ما تبنت وسائل الإعلام في البلاد تكنولوجيا الإنترنت، المتاحة في لبنان منذ عام 1994، حيث بدأت ثلاث صحف يومية لبنانية بنشر المحتوى على الإنترنت عام 1996، وأصبح هناك حوالي 200 موقع إلكتروني إخباري بحلول عام 2002.

إزدهرت وسائل الإعلام في لبنان في القرن الواحد والعشرين، بوجود الصحف والمحطات الإذاعية والقنوات التلفزيونية الخاصة والمنشورات على الإنترنت. ومع ذلك، فإن البيئة الإعلامية شديدة التحيز، وتعكس الإنقسامات السياسية والطائفية في البلاد. في الواقع، السمة الأبرز في الإعلام اللبناني هي أنّ جميع المنافذ الإعلامية الرئيسية مرتبطة بطائفة أو حركة سياسية معينة. كما أصبحت البيئة أكثر تقلباً في السنوات الأخيرة، حيث أن لبنان يعاني من الانقسام العنيف من الحرب الأهلية السورية المستمرة، في الوقت الذي يشكل لبنان أيضاً مركزاً إقليمياً ودولياً لتغطية الصراع.

حرية التعبير
تعتبر البيئة الإعلامية في لبنان واحدة من الأكثر انفتاحاً في الشرق الأوسط، بالرغم من أنها لا تزال قمعية ً بالنسبة للمعايير الدولية، وتحتل المرتبة 98 من أصل 180 بلداً على مؤشر حرية الصحافة لعام 2016 لمنظمة مراسلون بلا حدود.

تؤكد المادة (13) من الدستور اللبناني التي عدّلت مؤخراً عام 2004، على أن “حرية إبداء الرأي قولاً وكتابة وحرية الطباعة وحرية الاجتماع وحرية تأليف الجمعيات كلها مكفولة ضمن دائرة القانون.” وتشمل عبارة “ضمن دائرة القانون،” التدابير القمعية المنصوص عليها في قانون العقوبات في البلاد، وقانون القضاء العسكري، وتشريعات قانون الصحافة وقانون الإعلام المرئي والمسوع القائمة.

وتنص المادة (384) من قانون العقوبات على عقوباتٍ تصل إلى السجن لمدة سنتين بتهم إهانة الرئيس أو العلم أو الشعار الوطني، بينما تجرم المادة (317) نشر محتوىً يحرض على “الفتنة الطائفية أو العنصرية.” ولا يزال إهانة رئيس دولةٍ أجنبية، ومنع وسائل الإعلام الإذاعية من بث المحتوى الذي يمكن أن يلحق الضرر باقتصاد البلاد، ويصور تجمعات سياسية أو دينية غير مرخصٍ لها أو يعزز العلاقات مع إسرائيل، جريمة بموجب القانون.

يمكن محاكمة الأفراد أو وسائل الإعلام التي تعتبر مخالفةً للقوانين الإعلامية اللبنانية إما في محكمة المطبوعات الخاصة أو في المحكمة العسكرية. وفي عام 2014، حكمت محكمة المطبوعات الخاصة ضد الصحفيين في 37 قضية من أصل 40، والتي تنطوي معظمها على إدعاءات بالتشهير ضد مسؤولين لبنانيين رفيعي المستوى.

كما أن الرقابة الذاتية شائعة بسبب الضغوطات المزدوجة بسبب البيئة الإعلامية الحزبية القوية والتشريعات الحكومية المربكة والمتناقضة. وعلاوة على ذلك، يمكن أن يستشعر مكتب الرقابة اللبناني، الذي يُطلق عليه رسمياً اسم قسم الإعلام والمسرح، أي منشوراتٍ أجنبية أو برنامج تلفزيوني أو فيلم قبل توزيعه. وتشمل الأمثلة على ذلك حظر عرض فيلم The Da Vinci Code، الذي أعتبر معادياً للمسيحية، و The West Wing الذي اعتبر معادياً للعرب.

وعلى الرغم من أنّ الهجمات على أرض الواقع على الشخصيات الإعلامية في لبنان نادرة نسبياً مقارنةً ببلدانِ أخرى في المنطقة، إلا أنّ الصحفيين اللبنانيين لا يزالون عرضة للتخويف. ففي أغسطس 2015، تعرض ما لا يقل عن ثمانية صحفيين لاعتداءٍ جسدي على يد قوات الأمن أثناء تغظيتهم لاحتجاجاتٍ مناهضة للحكومة في بيروت وسط تصاعد مشكلة التخلص من النفايات في المدينة. وفي فبراير 2017، تعرضت مكاتب قناة الجديد المستقلة لهجومٍ من قبل 300 شخص من المسلحين بالألعاب النارية والقنابل الحارقة والحجارة، في هجومٍ ذو دوافع سياسية.

كما أصبح المشهد الإعلامي في لبنان أكثر عنفاً وتقلباً في ظل الحرب الأهلية المستمرة في الجارة سوريا. ففي عام 2014، اختطف الصحفي الدنماركي جيب نيبيرو والصحفي اللبناني- الفسلطيني رامي عايشة من بلدة حدودية لبنانية بعد محاولة إجراء تقريرٍ عن اختطاف الصحفيين في سوريا. أطلق سراحهما بعد شهر.

كما تستخدم قوات الأمن اللبنانية مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية لمراقبة وأحياناً احتجاز المدونيين والصحفيين على الشبكة العنكبوتية. وكما هو الحال في وسائل الإعلام المطبوعة والإذاعية، غالباً ما تفرض الحكومة اللبنانية قوانين التشهير للحدّ من المعارضة. ففي أكتوبر 2015، حوكم الصحفي محمد نزال غيابياً وحكم عليه بالسجن لمدة ستة أشهر لانتقاده القضاء اللبناني على الفيسبوك. وفي مايو 2016، ألقي القبض على نبيل الحلبي، وهو محامٍ وناشط في مجال حقوق الإنسان، بسبب منشوراتٍ على الفيسبوك تنتقد المسؤولين الحكوميين. أفرج عنه بعد ثلاثة أيام بعد توقيعه على وثيقة “إقرار وتعهد وتوضيح.”

التلفزيون
تلفزيون الكيبل والفضائيات أمرٌ متعارفٌ عليه في لبنان، إذ يتاح لغالبية السكان الوصول إلى القنوات الأجنبية إما من خلال الاشتراكات الرسمية أو المقرصنة. ومع ذلك، لا تزال القنوات المحلية التي تتبع طائفة أو مصالح سياسية محددة تجذب أعلى نسب مشاهدة. وفي استطلاع لمؤسسة نيلسن للتصنيفات عام 2009، لم ترد أي قناة إخبارية أجنبية بين أفضل عشرة قنوات مفضلة في البلاد

الإذاعة
يوجد في لبنان عشرات المحطات الإذاعية الخاصة، إذ يحظى البث الإذاعي بشريحة واسعة من المستمعين. ومع ذلك، هناك عدد قليل من المحطات المختارة التي لديها تراخيص من الفئة “أ”، والذي يسمح لها ببث المحتوى السياسي والأخبار. وعلى غرار القنوات التلفزيونية، فإن غالبية محطات الإذاعة اللبنانية تابعة لطائفة أو حزب سياسي معين.

الصحافة
يضم لبنان أعلى نسب مُلكية للصحف الخاصة في الشرق الأوسط، وبالتالي يتضمن واحداً من أكثر بيئات الصحافة المطبوعة تنوعاً. ومع ذلك، من الصعب الحصول على احصاءات دقيقة لتداول الصحف في البلاد.

وسائل التواصل الاجتماعي
تحظى وسائل التواصل الاجتماعي بشعبية كبيرة في لبنان. ومع ذلك، تُشير البي بي سي إلى أن سرعة الإنترنت “بطيئة بشكلٍ كبير،” مما يعني أنّ تطبيقات الرسائل البسيطة هي الأكثر استخداماً.

يتم استخدام منصات وسائل التواصل الاجتماعي بشكلٍ متزايد كوسيلة للنشاط الجماعي وتنظيم الحملات في البلاد. وفي عام 2015، وفي الاحتجاجات على سياسة الحكومة غير الملائمة للتخلص من النفايات في بيروت، إنتشرت حملة “طلعت ريحتكن” التي أطلقها المواطنون، عبر عدد من المنصات.

وبحلول فبراير 2017، حظيت صفحة طلعت ريحتكن الرسمية على الفيسبوك أكثر من 220 ألف متابع، ونمت حركة الاحتجاج لتتطرق لعددٍ من القضايا المتعلقة بالفساد وعدم الكفاءة بين النخبة السياسية في لبنان. ومع ذلك، فقد أبدت الحكومة تساهلاً محدوداً تجاه الحركة، فقد تم محاكمة 14 مدنياً في محكمة عسكرية في يناير 2017 بسبب مشاركتهم في احتجاجات طلعت ريحتكن عام 2015 في ساحة الشهداء.

المنشورات على الإنترنت
تُقدر منظمة فريدوم هاوس أن 50 موقعاً على شبكة الإنترنت قد تم حجبها في لبنان في عام 2015، إذ كان معظمها مواقع إسرائيلية أو تحتوي على محتوى يتعلق بالإباحية أو الدعارة أو المقامرة. وبشكلٍ عام، يُسمح للمواقع الإخبارية على الإنترنت بالعمل دون رقابة، على الرغم من أن الحكومة تصدر أحياناً طلباتٍ لإزالة المحتوى، والذي يتم عادةً بالإشارة إلى قانون التشهير.

تتضمن المنشورات الأكثر شعبية على الإنترنت، موقع Tayyar.org، التابع للتيار الوطني الحر والذي ينشر قصصاً ثقافية واجتماعية محلية، بالإضافة إلى التغطية الإخبارية التقليدية. تأسس موقع NOW News، الذي كان يُعرف في السابق باسم Now Lebanon، باعتباره منصة إخبارية على الإنترنت في أعقاب إغتيال رفيق الحريري، وهو يتبع لحركة المستقبل وتحالف 14 آذار. واعتباراً من مارس 2017، تظهر عبارة “خارج الخدمة مؤقتاً،” على صحفة الموقع الإلكتروني لـ NOW News. كما يحظى أيضاً موقع Lebanese-Forces.com بالشعبية باعتباره منفذاً إخبارياً مع تحيزه العلني تجاه حزب القوات اللبنانية.

كما تُظهر بعض المنشورات التي تحظى بشعبية على الإنترنت إنتماءً سياسياً أقل علنية، بما في ذلك Elnashra.com و LebanonFiles.com. يعمل كلا الموقعين، في المقام الأول، كموقعين للخدمات الإخبارية، وغالباً ما ينقل القصص من مصادر آخرى، بينما يوفر موقع Elnashra.com أيضاً بثاً إذاعياً عبر الإنترنت.

السياحة في لبنان

تُعد السياحة في لبنان إحدى أهم مصادر الدخل في خزينة الدولة، حيث كانت منذ القدم ولا تزال تُشكل دعامة للاقتصاد الوطني اللبناني، وتؤمن فرص عمل للعديد من الناس. كان يُنظر إلى لبنان قبل الحرب الأهلية، على أنه «سويسرا الشرق»، حيث كان يستقطب رؤوس الأموال والأعمال الأجنبية والعديد من السائحين الذين يرغبون بالتعرّف على ثقافة وعادات سكان شرق البحر المتوسط.

من مستوطنات العصر الحجري إلى مدن عهد الفينيقيين، من المعابد الرومانية إلى الصوامع المنحوتة من الصخر، ومن القلاع الصليبية إلى المساجد المملوكية والحمامات العثمانية، يتم عرض المواقع التاريخية والأثرية في جميع أنحاء البلاد بما يعكس تاريخ العالم القديم والحديث. يتمتع لبنان بتاريخ طويل من السياحة الثقافية. تم إثارة الاهتمام بثقافة بلاد الشام اللبنانية بعد زيارات العديد من المستشرقين والعلماء والشعراء الأوروبيين وخاصة ألفونس دو لامارتين وإرنست رينان وفيكتور جويرين.

إن طبيعة لبنان وتنوعه الثقافي والتاريخي كنتيجة للحضارات المختلفة التي مرت عليه جعلته مقصدًا بارزًا للسائحين الأجانب، فالبلاد تضم عددًا من المعالم والنشاطات التي تهم فئات مختلفة من الناس، فهناك العديد من الآثار الإغريقية والرومانية الباقية، الحصون والقلاع العربية والبيزنطية والصليبية، الكهوف الكلسيّة، الكنائس والمساجد التاريخية، الشطآن الرملية والصخرية، الملاهي والمرابع الليلية، منتجعات التزلج الجبلية، بالإضافة إلى المطبخ اللبناني المشهور عالميًّا.

هناك العديد من الاستثمارات الخاصة التي أخذت تطفو إلى السطح حاليًّا في هذا القطاع الآخذ بالتنامي، كما عادت إلى البلاد الكثير من شركات الفنادق العالمية بعد أن غادرته عند بداية الحرب الأهلية. أعيد افتتاح «كازينو لبنان» عام 1996، الذي كان يُشكل مقصدًا رئيسيًّا للسوّاح خلال عقد الستينات من القرن العشرين. يُعتبر لبنان الدولة الوحيدة في العالم العربي التي يمكن قصدها في الشتاء لممارسة التزلج وغيره من الرياضات الشتوية، حيث تمّ توسيع وتجديد أكبر منتجع للتزلج في البلاد، ليتسع للمزيد من الأشخاص وليؤمن لهم خدمات أفضل. يعتقد المسؤولون أنه بعودة السلام والاستقرار إلى لبنان، فإن القطاع السياحي سوف يعود مجددًا ليكون أهم مصادر الدخل للحكومة اللبنانية. يعتمد قطاع السياحة اللبناني أيضًا على العدد الكبير من المهاجرين اللبنانيين الذين يعودون في كل سنة إلى وطنهم الأم خلال موسم الصيف ليُمضوه بين أهلهم وأصدقائهم.

تاريخ السياحة في لبنان

القلاع والحصون

  • قلعة المسيلحة أو حصن المسيلحة، هو حصن من العصور الوسطى يقع شمال مدينة البترون في لبنان. تم بناء الحصن على هيئته الحالية من قبل الأمير فخر الدين في القرن السابع عشر لحماية الطريق التي تربط طرابلس ببيروت. يبلغ ارتفاع القلعة 50 مترا. وتقدّر مساحة البناء بحوالي 500 متر مربع. وقد تمّ بناء القلعة لتكون حدودها بمحاذاة حدود الصخرة التي أقيمت عليها، حيث تتراوح سماكة جدرانها بين متر ونصف ومترين ونصف، وتحوي بعض الكوات للمراقبة ولإطلاق السهام. يتم الاقتراب من الحصن عبر طريق ضيق ودرج صغير مقطوع إلى الجانب الشمالي من الأساس. تسبق منصة صغيرة البوابة الرئيسية المنخفضة المقوسة، ومثبتة من ثغرين وفتحة صغيرة في السقف أعلى المدخل. تؤدي البوابة الرئيسية إلى دهليز مقبب، يتبعه فناء ضيق ثلاثي، يتيح الوصول إلى ممر صغير بعرض متر واحد (3 أقدام) يؤدي إلى غرفة الرماية بالبرج الغربي. يتم الوصول إلى الجزء الأعلى من الحصن عبر الجانب الشرقي من الفناء الرئيسي. مدخل يؤدي إلى قاعة، تليها ثلاث غرف مقببة، يتيح الوصول إلى البرج الشرقي.
  • قلعة طرابلس أو قلعة «سان جيل» أو «صنجيل» نسبةً إلى الكونت الصليبي ريمون دي سان جيل، تقع القلعة في مدينة طرابلس شمال لبنان. واشتهرت بمقاييسها الضّخمة القائمة على رأس رابيةٍ تُشرف على كلّ أنحاء المدينة وتطلّ على نهر قاديشا. والقلعة واحدةٌ من سلسلة حصونٍ وأبراجٍ كانت في الأزمنة الغابرة تُحيط بالقبّة والبلدة والميناء. بنى الصّليبّيون هذه القلعة في أوائل القرن الثاني عشر خلال حصار المدينة، واتّخذوها مركزًا لحملاتهم العسكرية. وقد أحرق المماليك هذه القلعة عام 1289م ثم أعيد بناؤها بين 1307 و1308 في عهد الأمير أسندمير كورجي، حاكم المدينة آنذاك، ورُمِّمَت عام 1521م في عهد السّلطان سليمان القانوني. وفي أواخر الحكم العثماني حَوَّلها الأتراك إلى سجنٍ. تم ترميم القلعة على نطاق واسع من قبل الحاكم العثماني في طرابلس مصطفى آغا باربر في أوائل القرن التاسع عشر.
  • قلعة صيدا هي قلعة بناها الصليبيون على جزيرة في مدينة صيدا اللبنانية عام 1228م وتبعد حوالي 80 مترا عن الشاطئ، حيث يربطها به جسر صخري مبني على تسع قناطر. تم تدمير القلعة جزئيًا على يد المماليك عندما سيطروا على المدينة من الصليبيين، لكنهم أعادوا بناءها لاحقًا وأضافوا الجسر الطويل. سقطت القلعة فيما بعد، ولكن تم ترميمها مرة أخرى في القرن السابع عشر من قِبل الأمير فخر الدين الثاني بعد تضررها بشكل كبير. حاليا تتكون القلعة من برجين متصلين بجدار. في الجدران الخارجية، كانت الأعمدة الرومانية تستخدم كتعزيزات أفقية، وهي ميزة غالبًا ما تُرى في التحصينات التي بنيت على المواقع الرومانية السابقة أو بالقرب منها. يؤدي الدرج المتعرج إلى السطح، حيث يوجد مسجد صغير مقبب يرجع إلى عهد العثمانيين. من السطح هناك منظر رائع عبر المدينة القديمة وميناء الصيد. البرج الشرقي ليس بحالة جيدة وتم بناؤه على مرحلتين؛ يعود الجزء السفلي إلى الفترة الصليبية، بينما تم بناء الطابق العلوي من قبل المماليك. ويعتقد أنه القلعة شيدت مكان معبد فينيقي مخصص لعبادة الإله ملكرت بسبب النقوش على الحجارة التي استعملت في بناء القلعة.
  • قلعة موسى هي قلعة تقع بين دير القمر وبيت الدين في لبنان. بناها موسى عبد الكريم المعمري بمفرده (27 يوليو 1931، 31 يناير 2018)، وهو صاحب رؤية لبنانية. إنه عمل من حياته. احتاج في بناء القلعة إلى 60 عامًا (21900 يومًا و394200 ساعة) من العمل. وفقًا لسيرته الذاتية، كطالب، كان موسى يحلم دائمًا ببناء مثل هذه القلعة، وكان يعتاد على رسمها على الورق في الفصل. لم يكن موسى طالبًا حادًا جدًا وكان معلمه أنور يسخر منه وقال له: «لن تنجز أي شيء أبدًا». وقع موسى عندما كان في الخامسة عشر من عمره في حب إحدى زميلاته في المدرسة، ولمَّا حاول موسى التقرُّب منها سخرت منه وقالت له: «عندما تملك قصرًا، يمكنك أن تتحدث إليّ». بين عامي 1951 و1962، أعد كل شيء لتحقيق حلمه، بما في ذلك شراء الأرض وإتمام الأعمال الإدارية. في عام 1962، بدأ عمل حياته: بنى القلعة ونحث من أحجارها الطينية تماثيل تصور مشاهد مختلفة من الحياة بالقرى اللبنانية في القرن التاسع عشر، مما جعل هاته القلعة عملاً وإبداعا حقيقيين.
  • قلعة جبيل هي قلعة تعود للعصور الوسطى في مدينة في مدينة جبيل اللبنانية. كانت القلعة في الأصل معقلًا فينيقيًا، وقد قام صلاح الدين الأيوبي في عام 1188 بالسيطرة على البلدة وقام بإزالة جدرانها سنة 1190. لاحقاً تم الإستيلاء من جديد على البلدة من قبل الصليبين وتمت من جديد إعادة بناء حصون القلعة في عام 1197. في عام 1369 عملت القلعة على صد هجوم من قبل سفن قبرصية قادمة من مدينة فاماغوستا.
  • قلعة الشقيف هي قلعة تقع في النبطية جنوب لبنان، تبعد حوالي كيلو متر واحد عن أرنون، بناها الرومان، وزاد الصليبيون في ابنيتها، ورممها فخر الدين الثانيوهي مبنية على صخر شاهق «شير» يُشرف على نهر الليطاني وسهل مرجعيون ومنطقة النبطية من جهة أخرى. لكن هندستها التي تلتوي مع الجبل، وجدرانها المشيدة بالصخور المحلية تجعلها تبدو كأنها «مخبأة» بين حنايا الصخور فيما يُرى معلمها من على بعد مسافات. تُعرف القلعة في المراجع التاريخية باسم قلعة بوفور (بالفرنسية: Beaufort)‏ أي الحصن الجميل.

السياحة الثقافية

يُعتبر لبنان من أغنى البلدان ثقافيًّا، إذ أنه يجمع عددًا من المعالم الشرقية والغربية، من المستوطنات البشرية التي تعود للعصر الحجري، إلى المدن والدويلات الفينيقية، ومن المعابد الرومانية إلى المناسك المحفورة في الجبال، ومن القلاع الصليبية إلى المساجد المملوكية والحمامات العامة العثمانية. وبهذا فإن البعض يقول أن لبنان هو «فسيفساء تجمع بين العالم الغربي والشرقي» و«موسوعة لحضارات العالم القديم الحديثة والقديمة».

يُعد تاريخ السياحة الثقافية قديم جدًا في لبنان، حيث زار الكثير من المستشرقين والعلماء والشعراء الأوروبيين البلاد لاهتمامهم بالثقافة والعادات اللبنانية الشرقية، ومن أبرزهم: ألفونس دي لامارتين وإرنست رينان وفيكتور جويرين، وهؤلاء أتى معظمهم في القرن التاسع عشر ليتعرفوا عن كثب على المعالم التاريخية، ومواقع الآثار، والملابس التقليدية، والاحتفالات الدينية، و\أو للحج إلى بعض الأماكن المقدسة والمقامات. وخلّف البعض منهم بعد زيارته بعض اللوحات الفنية والمذكرات اليومية.

سياحة الآثار
إن تاريخ علم الآثار في لبنان قديم للغاية، إذ يعود لعهد المتصرفية، حيث كان المتصرف «واصه باشا» (1883-1893) أول من اهتم من الحكّام بالتنقيب عن الآثار. تمّ الكشف عن العديد من المواقع الأثرية في لبنان خلال العهود الماضية وحتى اليوم، وأعيد ترميم البعض منها الذي تضرر خلال الحرب الأهلية، إلا أن الكثير من المواقع الأخرى لا يزال يقبع تحت المدن والقرى المأهولة التي بُنيت على أنقاضها منذ القدم.

المتاحف

  • متحف بيروت الوطني: تأسس عام 1937، وهو يحوي قرابة 100,000 قطعة أثرية، تعود بمعظمها للعصور القديمة والوسطى، ومنها قرابة 1300 قطعة تعود لما بين عصور ما قبل التاريخ إلى عهد المماليك في العصور الوسطى.
  • متحف جبران: كان في الأساس ديرًا في بلدة بشرّي، ثم تحوّل إلى متحف على يد «جمعية أصدقاء جبران»، تكريمًا للفيلسوف والكاتب والشاعر والرسّام واللاهوتي اللبناني الأميركي جبران خليل جبران. يحوي المتحف مذكرات جبران وأثاث منزله ومكتبته الخاصة ولوحاته
  • متحف الجامعة الأميركية: يُعتبر هذا المتحف ثالث أقدم متحف في الشرق الأدنى، وهو يعرض عددًا من القطع الأثرية التي تعود للعصر الحجري وصولاً إلى العهد الإسلامي.

ومن المتاحف المشهورة الأخرى: متحف أمين الريحاني – متحف مصطفى فرّوخ – متحف ومكتبة كاثوليكوسية قيليقية – متحف بعلبك – متحف داهش للفنون – متحف التراث اللبناني – متحف روبير معوض الخاص – متحف جبيل للأحافير – قصر سرسق – متحف الشمع في جبيل – متحف ذاكرة الزمان – متحف الصابون في صيدا

السياحة الدينية

يقع لبنان على مفترق طرق بالنسبة لكل من أوروبا وآسيا وأفريقيا، وبالتالي فهو يقع في وسط العالمين الإسلامي العربي والمسيحي الأوروبي ويجمع بالتالي الثقافتين الدينيتين ويصهرهما في بوتقة ثقافية واحدة. ويظهر هذا الأمر بشكل جليّ في المعالم الإسلامية والمسيحية القديمة والتي لا تزال قائمة حتى اليوم، بالإضافة للعادات والتقاليد المشتركة بين تابعي الديانتين، والتي ما زالت بارزة حتى اليوم، وإن كانت حدتها تقل أو تزيد بحسب درجة الانفتاح على الغرب والاختلاط مع أتباع الديانة الأخرى. كان لبنان ملجأ للعديد من الطوائف الدينية المضطهدة عبر العصور، مما أضاف عليه إرثًا دينيًّا متزايدًا ومتراكمًا خلال قرون عديدة تجلّى بعدد من المقامات والمزارات المسيحية والإسلامية.

تقع أبرز المعالم الإسلامية في لبنان، المتمثلة بعدد من المساجد والمكتبات والمدارس والحمامات العامّة ببلدة عنجر، التي أسسها الأمويون في القرن الثامن، ومدن بيروت وطرابلس وصيدا. أما المعالم المسيحية فتقع أكثرها في جبيل وجونية وبيروت وبكركي، وعدد من المناطق في جبل لبنان والجنوب. كذلك هناك معالم دينية خاصة بالطائفة الدرزية دون سواها، تقع أغلبيتها في الشوف.

مواقع التراث العالمي

هناك خمسة مواقع تراث عالمي في لبنان تتراوح بين المواقع الثقافية والتاريخية (تتجلى في المدن) والمناطق الطبيعية، وهذه المواقع هي:

  • عنجر

أُدرجت بلدة عنجر على لائحة مواقع التراث العالمية عام 1984. شُيّدت هذه المدينة منذ 1,300 سنة، وبهذا فهي تُعد من أحدث المواقع الأثرية في لبنان، وقد بُنيت في الأساس لتكون مركزًا تجاريًّا على طرق التجارة الشاميّة، بأمر من الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، واسمها مشتق من «عين جرّه»، أي أصل أو منشأ جرّه، والأخير كان حصنًا أمويًّا مبنيًّا في نفس المنطقة. تصطف المساجد والقصور والحمامات العامة والمخازن والمنازل، على طول جادات المدينة الواسعة. تغطي آثار وخرائب المدينة مساحة 114,000 متر2، ويحيط بها جدران حجرية ضخمة تبلغ سماكتها المترين وتعلوا سبعة أمتار عن الأرض. يستند تصميم المدينة المستطيلة الشكل إلى مخططات مدنية وهندسة رومانية، أما التصاميم الحجرية فمأخوذة عن البيزنطيين. تُقسم المدينة إلى أربعة أقسام عن طريق جادتين كبيرتين: الأولى يبلغ عرضها 20 مترًا وتتجه من الشمال إلى الجنوب، والثانية من الشرق إلى الغرب. يقع مركز المدينة عند تقاطع الجادتين، وهناك 4 بوابات ضخمة رباعية القواعد على كل زاوية من زوايا التقاطع الأربعة.

  • بعلبك

كانت بعلبك خلال العهد الفينيقي مجرد بلدة صغيرة عُبد فيها ثالوث آلهة الخصوبة عند الشعوب الكنعانية، وهي بعل آمون وآنات وحدد. بقي اليوم القليل جدًا من الآثار الفينيقية في المدينة، التي قام الإغريق بتسميتها «مدينة الشمس» (باللاتينية: Heliopolis) خلال عهد الحكم الهليني، وأعاد الرومان بنائها وتصميمها لتأخذ طابعًا رومانيًّا بحتًا. بعد أن وصل الرومان فينيقيا عام 64 ق.م. حتى قاموا بتحويل البلدة إلى مدينة كبيرة يُعبد فيها ثالوث آلهتهم الخاصة، أي جوبيتر وفينوس ومركوريوس، وبنوا فيها المعابد الهائلة في غضون قرنين من الزمن. يُمكن لزوّار بعلبك اليوم أن يدخلوا قلعتها عبر رواق أمامي فسيح، ثم يعبرون فنائين معمدين ليصلوا إلى مجمّع المعابد العظمى التي تشمل:

معبد جوبيتر: هذا المعبد هو أكبر المعابد الرومانية التي شُيّدت على الإطلاق، ولم يتبقى اليوم من أعمدته الكورنثية التي كانت تحمله سوى 6 أعمدة من أصل 54 عمود. يصل ارتفاع كل عمود إلى 22 مترًا (66 قدمًا)، ويبلغ قطره المترين (7.5 أقدام)، مما يدل على مدى ضخامة المعبد عندما كان لا يزال قائمًا خلال عهد الإمبراطورية الرومانية.


معبد باخوس: هو أكثر المعابد الرومانية حفظًا في الشرق الأوسط، ومع أنه أصغر حجمًا من معبد جوبيتر، إلا أنه لا يزال أضخم حجمًا من البارثينون في أثينا. لا يزال الهدف من وراء بناء هذا المعبد وصلته بباقي معابد المجمّع لغزًا غامضًا.


معبد فينوس: هذا المعبد أصغر حجمًا من المعبدين السابقين، وهو مقبب ويقع في الجهة الجنوبية الشرقية من المجمّع. وقد تحوّل إلى كنيسة في العهد البيزنطي مخصصة لإجلال القديسة بربارة.
معبد مركوريوس: لم يتبق منه سوى بيت السلم، والذي يُمكن رؤيته من «تلّة الشيخ عبد الله»، على بعد مسافة قصيرة من الموقع الرئيسي للمعبد.

وقد وُضعت بعلبك من ضمن قائمة مواقع التراث العالمي عام 1984.

جبيل

ضُمّت جبيل إلى لائحة مواقع التراث العالمي عام 1984، وهي مدينة مأهولة منذ العصر الحجري الحديث، وقد شهدت تعاقب العديد من الشعوب والحضارات، من الفينيقيين والصليبيين وصولاً إلى الأتراك العثمانيين. تعتبر جبيل مرفأ ومدينة متوسطية تاريخية، يعود تأسيسها لآلاف السنين، وغالبًا ما يتم ربطها بالأبجدية الفينيقية، حيث أنه من المعروف أن الفينيقيين نشروا أبجديتهم في أوروبا وحوض البحر المتوسط بدءً من هذه المدينة.

من المعالم السياحية في جبيل:

  • المعابد الفينيقية: وهي تشمل المعبد الأكبر الذي يتخذ شكل الحرف “L”، معبد بعلة جُبلا أو بعلة جبيل، ومعبد المسلات.
  • قلعة جبيل: وهي قلعة بناها الصليبيون بالقرب من مرفأ المدينة في القرن الثاني عشر.
  • مسجد جبيل: أحد أقدم المساجد في لبنان.
  • سور المدينة: بقايا السور الذي كان يحيط بالمدينة في القرون الوسطى.
  • متحف الشمع: يضم متحف جبيل الشمعي تماثيل لعدد من الشخصيات والأعلام اللبنانيين مثل جبران خليل جبران وحسن كامل الصباح وقدموس وبشير الثاني الشهابي وأحيرام وفخر الدين المعني الثاني ومحمد وأحمد المحمصاني وبشارة الخوري، وكثير غيرهم.
    كنيسة القديس يوحنا المعمدان: كنيسة بناها الصليبيون عام 1150.
  • متحف جبيل للأحافير: متحف يضم مستحثات الأسماك والحشرات التي عُثر عليها في جبل لبنان، والتي تعود لملايين السنين، في الفترة التي كانت جبال لبنان لا تزال تقع تحت البحر.
  • الحارة القديمة والسوق: الحارة القديمة التي تُظهر كيف كان شكل الأحياء في جبيل خلال العهد العثماني، السوق الذي يُصنع فيه عدد من الحرفيّات ويُعرض فيه بعض البضائع والإنتاجات الفنية مثل اللوحات. يقعان بالقرب من المدخل إلى موقع المعابد الفينيقية.

وادي قاديشا وغابة أرز الرب:

وُضعت هاتين المنطقتين على لائحة مواقع التراث العالمي عام 1998. يُعتبر كل من وادي قاديشا وغابة أرز الرب ذاتا أهمية دينية وتاريخية كبرى، فالوادي كان موقعًا استوطنه الرهبان المسيحيون الأوائل هربًا من بطش الرومان الوثنيين، فبنوا الأديرة على جانبيه فكانت حصينة بوجه كل من حاول الوصول إلى هناك، إذ أن الوادي يقع في أرض وعرة جدًا في الجزء الشمالي من سلسلة جبال لبنان الغربية. تقع غابة أرز الرب بالقرب من الوادي، وقد أصبحت اليوم محمية طبيعية مخصصة لإنقاذ ما تبقى من الأرز اللبناني، وتتجلى أهميتها التاريخية في أنها الغابة الأساسية التي قطع الفينيقيون أخشابها ليبنوا سفنهم ومعابدهم وليتاجروا بها مع المصريين والآشوريين.

أما الأديرة في وادي قاديشا فهي:

  • دير قنوبين: وهو أقدم الأديرة المارونية في الوادي.
  • دير مار أنطونيوس قزحيا: تأسس في القرن الرابع على يد القديس هيلاريون.
  • دير سيدة حوقا: تأسس في أواخر القرن الثالث عشر على يد قرويون من قرية حوقا.
  • دير القديسين سركيس وباخوس – رأس النهر: بني على درجات تباعًا في القرن الثامن، 1198، و1690.
  • دير مار أليشع: يأوي رهبانية مارونية ورهبانية كرمليّة.
    من الأديرة الأخرى في الوادي: دير مار جرجس ودير مار يوحنا ودير مار أبون ومنسك مار سركيس ودير مار مورا، إهدن.

صور

وُضعت مدينة صور على لائحة مواقع التراث العالمي عام 1984. كانت هذه المدينة إحدى أهم المدن الفينيقية إن لم تكن أهمها، حيث أنشأ أبناؤها مستعمرات فاقت المدينة الأم شهرة ومجدا في حوض البحر المتوسط، من شاكلة قرطاج وقادس، وهي منشأ الصباغ الأرجواني المعروف باسم «أرجوان صور». مرّت العديد من الحضارات على المدينة واستقر فيها الكثير من الشعوب، من الفينيقين والإغريق والرومان، إلى الصليبيين والعثمانيين الأتراك. بقي اليوم عدد من الآثار البارزة في المدينة، والتي تعود بأغلبها إلى العهد الروماني.

من المواقع الأثرية المهمة في المدينة:

  • موقع الباس: وفيه قوس نصر فسيح ومدافن واسعة ومدرّج كبير كان يُخصص لسباق الأحصنة والعربات. تعود كل هذه الآثار إلى الفترة الممتدة بين القرنين الثاني والسادس.
  • موقع المدينة: يقع في صور البحرية، أي الجزء الحالي من المدينة الذي كان مبنيّا على جزيرة، قبل أن يوصلها الإسكندر الأكبر بالمدينة البريّة، وهو يحوي عدد من صفوف الأعمدة، الحمامات العامّة، اللوحات الفسيفسائية، الشوارع، مجموعة كبيرة من المنازل، وساحة مستطيلة الشكل.

المطبخ اللبناني

يجمع المطبخ اللبناني بين الوصفات المعقدة للمطبخ الأوروبي، والمكونات الفريدة للمطبخ الشرق آسيوي والشرق أوسطي. يعود تاريخ المطبخ اللبناني إلى ما قبل ظهور المسيحية، على الرغم من أنه لم يشتهر عالميًّا، حتى فترة زمنية قصيرة نسبيًّا. كان للمطبخ اللبناني تأثير مهم على مطابخ الدول العربية المجاورة، وغيرها من دول حوض البحر المتوسط وبعض الدول التي استعمرت لبنان. يشتهر المطبخ اللبناني في جميع أنحاء العالم حاليًّا، خصوصًا بعدما أثبتت الدراسات أن حمية سكان حوض المتوسط هي أكثر الحميات الغذائية المفيدة صحيًّا للإنسان.

المنتجات الحرفيّة
تتميّز المنتجات الحرفية اللبنانية بالجمال والذوق الفني، الذي يجتذب العديد من السوّاح الذين يرغبون بالاحتفاظ بتذكار عن رحلتهم إلى البلد. يتركز الإنتاج الحرفي في القرى اللبنانية وبعض البلدات، حيث يتوارث الناس هذه المهارة جيلاً بعد جيل، ويصنعون منتجاتهم من المواد الخام المحليّة. تتخصص كل منطقة من المناطق اللبنانية بنوع معين من الإنتاج الحرفي، مثل صناعة السلال، حياكة السجاد، صناعة الأواني الخزفية والفخارية والنحاسية والحدادة والتطريز وصناعة الزجاج وصياغة الذهب والفضة. تتميز بعض القرى اللبنانية أيضًا بصناعة أجراس الكنائس المزخرفة.

السياحة البيئية

يُقدم لبنان الفرصة للسائح كي يقوم بنشاطات مختلفة في الطبيعة، وذلك بسبب تنوّع جغرافيته وطبيعته ومناخه، الأمر الذي يسمح بممارسة أنواعًا متنوعة من رياضة الهواء الطلق في مناطق ومواسم مختلفة. تُشكل الجبال، الغابات النفضية ودائمة الخضرة، الشطآن، الأنهر الموسمية والدائمة، الكهوف، الوديان، والممرات الجبلية، أبرز التضاريس اللبنانية، كذلك تأوي البلاد تنوعًا في الحياة البرية وبشكل خاص الطيور منها. أصبح لبنان في السنوات الأخيرة مقصدًا لعشّاق الطبيعة الراغبين بالاستكشاف والتخييم ومراقبة الطيور وممارسة أشكال أخرى من السياحة البيئية. ومن الرياضات والأنشطة التي يمكن ممارستها:

  • ركوب الدراجة الرباعية (ATV).
  • الترميث، وهي رياضة حديثة نسبيًّا في لبنان، يُمارسها محبوها في أنهر العاصي والليطاني والأولي.
  • المشي في الغابات واستكشافها، رياضة مشهورة، وهناك عدد من المواقع المفضلة التي يقصدها محبوها، مثل محمية أرز الشوف، الرملية، غابة القمّوعة، محمية حرش إهدن، ونهر إبراهيم.
  • استكشاف الكهوف، وهي رياضة مشهورة وقديمة في لبنان، من الكهوف المشهورة التي يقصدها الناس: مغارة أفقا، كهف الرويس، وعين اللبنة.
    إضافة إلى الاستكشاف بواسطة الدراجة النارية، وتسلّق الجبال بواسطة الحفر والسلالم (بالإيطالية: Via Ferrata)‏ والهبوط من قمم الجبال وركوب الخيل والتزلج باللوح المفرد وركوب الدراجات الجبلية وتسلق الجبال.

في لبنان عدد من المحميات الطبيعية، ثلاثة منها تعتبر محميات نموذجية، وواحدة تعتبر محمية حيوية في منطقة الشرق الأوسط:

  • محمية أرز الشوف: أكبر المحميات الطبيعية في لبنان وأكثرها غنى بالحياة البرية، تعتبر محمية نموذجية وتصنف مع مستنقع عميق على أنها محمية حيوية مهمة في الشرق الأوسط، إذ أنها تستقطب أعدادًا كبيرة من الطيور المهاجرة المألوفة والنادرة. تقع في الشوف وتشمل جبل الباروك.
  • محمية حرش إهدن الطبيعية: ثاني أكبر محمية في لبنان، تقع في الشمال بالقرب من بلدة إهدن. تعتبر أيضًا محمية نموذجية، وهي أكثر محميات لبنان غنى بالتنوع النباتي، وفيها عدد كبير من أنواع الأشجار النادرة في شرق البحر المتوسط، وأنواع زهور ونباتات مستوطنة فقط في لبنان.
  • محمية جزر النخيل: ثالث محمية نموذجية في لبنان، وهي تتألف من مجموعة جزر صغيرة قبالة شاطئ طرابلس. تعتبر أكثر المحميات غنى بالتنوع السمكي والطيور البحرية، كذلك تُشكل الملاذ الأخير لفقمة حوض المتوسط الراهبة في لبنان.
  • محمية شاطئ صور: يعتبر شاطئ صور الرملي محميّة طبيعية مهمة بالنسبة للبنان، وهو يُقسم إلى منطقة مخصصة للاستجمام والسباحة، ومنطقة يُمنع استغلالها، وتخصص فقط للحفاظ على الحياة البرية، وبشكل خاص السلاحف البحرية (اللجآت) والأسماك.
  • محمية أفقا الطبيعية: بالقرب من قرية أفقا.
  • محمية اليمونة الطبيعية: تقع في البقاع.
  • محمية مستنقع عميق تقع في البقاع الغربي.
  • محمية تنورين الطبيعية: تقع في جبل لبنان وتضم نبع تنورين المستغل لتعبئة مياه الشرب، والذي يسقي غابة أرز الرب.

الرياضات الشتوية

يعتبر لبنان من المراكز القليلة في منطقة الشرق الأوسط المجهزة لممارسة رياضة التزلج. وعلى الرغم من أن البلاد تُعد مقصدًا صيفيًّا بالدرجة الأولى، إلا أن السياحة الشتوية تشهد تزايدًا ملحوظًا، بسبب قرب الجبل من الساحل، مما يسمح للزائر أن يُمارس التزلج ويعود إلى بيروت أو أي مدينة ساحلية أخرى في غضون ساعة أو اثنين فقط. ويبدأ فصل التزلج في ديسمبر/ كانون الأول. وتؤمن المنتجعات الكبرى لزبائنها الإقامة في الفنادق والشاليهات الشتوية بالإضافة إلى تسهيلات كثيرة تشمل أدوات التزلج.

جبال الشوف.


تشمل الرياضات الشتوية في لبنان: التزلج على المنحدرات الجليدية، الجري الطويل، بالإضافة إلى الهبوط بالمظلات، قيادة زلاقات الجليد الآلية، واستكشاف الغابات والجبال. وفي لبنان ستة منتجعات تزلج وهي:

  • الأرز: يبلغ ارتفاعها ما بين 1850 و3087 متر عن سطح البحر، وتبعد 120 كم عن بيروت.
  • فاريا/عيون السيمان: تصل في ارتفاعها لما بين 1850 و2500 متر، وتبعد 45 كم عن بيروت.
  • اللقلوق: يصل ارتفاعها لما بين 1750 و2200 متر، وتبعد عن بيروت مسافة 60 كم.
  • فقرا: يصل ارتفاعها لما بين 1800 و2400 متر عن سطح البحر، وتبعد عن بيروت مسافة 45 كم.
  • قناة باكيش: ترتفع 1900 متر عن سطح البحر، وتبعد 60 كم عن بيروت.
  • الزعرور: يتراوح ارتفاعها بين 1700 و2000 متر عن سطح البحر، وتبعد 40 كم عن بيروت.

الوجهات السياحية والمهرجانات

من أكثر الوجهات السياحية في لبنان التي يقصدها السائحون:

صيدا: وهي مدينة تأسست منذ قرابة 6,000 عام، وكانت تُعرف، ولا تزال في أوروبا، باسم «صيدون». من معالمها المشهورة قلعة البحر والمدينة القديمة حيث السوق القديم والعديد من الخانات ومصانع الصابون.
فاريا مزار كفرذبيان: موقع تزلّج رئيسي ومنتجع جبلي.
بيروت: عاصمة لبنان، التي تقدم للسائح فرصة التمتع بالحياة الليلية الصاخبة أو قضاء الوقت في أحد المطاعم أو المقاهي المشهورة على الشاطئ، وزيارة معالم المدينة المعمارية والطبيعية مثل صخرة الروشة ومسجد محمد الأمين ووسط بيروت التجاري.
حاريصا: وهي منطقة تقع شمال بيروت، في جونيه، حيث يستطيع السياح استقلال الترام الجوّي أو «التلفريك» صعودًا إلى جبل حاريصا لزيارة مزار سيدة لبنان.


مغارة جعيتا: وهي إحدى أجمل الكهوف الكلسيّة في العالم.

  • بيت الدين: وهي بلدة في قضاء الشوف، كانت عاصمة الإمارة اللبنانية الشهابية ومركز متصرفية جبل لبنان، وهي تأوي قصر بيت الدين ويُقام فيها مهرجان سنوي صيفي يحمل اسمها.
  • البترون: وهي بلدة صغيرة في شمال لبنان، تقع فيها قلعة المسيلحة المشهورة التي بناها الصليبيون.
  • طرابلس: طرابلس هي ثاني أكبر مدينة في لبنان وتُعد العاصمة الثانية بعد بيروت. شهدت المدينة تعاقب العديد من الحضارات، ومن أبرز معالمها السوق القديم، القلعة، ومينائها الذي يُعد من أقدم الموانئ في العالم.

هناك عدد كبير من المهرجانات التي تُقام في لبنان، وبشكل خاص في موسم الصيف، حيث يقدم فنانون لبنانيون وأجانب لوحات فنيّة مختلفة في المواقع الأثرية والتاريخية الرئيسيّة، وبشكل خاص في بعلبك وجبيل وبيت الدين. أما مهرجانات لبنان الرئيسيّة فهي: مهرجانات عنجر، مهرجان البستان، مهرجانات بعلبك الدولية، مهرجانات بيت الدين، مهرجانات بيبلوس الدولية، مهرجانات دير القمر، مهرجانات صور.

زر الذهاب إلى الأعلى