مدونات

من أجل وطني..!!

بقلم خالد بركات..
✍️.. صدى الكلمات..

إن اللَّه خلقك حُراً فكن حرّاً كما خُلقت..
الحرّ هو الذي لا يبيع عقله ولا فكره..
ولا موقفه ولا وطنه للٱخرين..
عمر المختار..

قصة واقعية مقتبسة من التاريخ للتاريخ..
المصدر.. المؤرخ “فيفيان دينون” في كتابه “رحلة الوجه البحري ومصر العليا أثناء حرب الجنرال بونابرت ” الجنرال “بليار” في مذكراته..

كتب أحد مؤرخو أثناء “الحملة الفرنسية” على “مصر” قصة عجيبة حدثت لهم في معسكرهم في قرية صغيرة تابعة لمحافظة ” بني سويف “..

وبدأت أحداث القصة عندما تمركز الجنرال الفرنسي ” ديزيه ” في هذه القرية، ولفت نظره اختفاء كمية من الأسلحة من المعسكر..!!

ثم تكرر الأمر في الليلة التالية، ولهذا طلب تشديد الحراسة والمراقبة في المعسكر..!!

وخلال المراقبة رَصد الفرنسيون صبيٌّ صغير عمره لا يتجاوز ( 12 ) عاماً، يتسلل إلى المعسكر في الليل ويجمع ما يستطيع حمله من البنادق ليقدمها للمقاومة الشعبية..

طارده جندي فرنسي حتى أصابه بذراعه وأسره..

إستدعى الجنرال “ديزيه” الصبي، وسأله :
لماذا تسرق أسلحة الجيش الفرنسي..؟؟!!

قال الصبي : لأنها أسلحة أعدائي وأعداء بلادي..

فقال الجنرال: من حرّضك على هذه الجريمة..؟؟

رد الصبي : ألهمني الله أن أفعل ما فَعلت..

قال الجنرال : هل تعرف يا صبي، أن عقوبتك هي الشنق من تصرفاتك تلك..؟؟

فقال الصبي : هذا رأسي فاقطعه..

عندها أراد الجنرال الفرنسي أن يختبر شجاعة الصبي فأمر بإعدامه..!!
.
ولكن العجيب أن الصبي لم يبكي ولم يصرخ..!!
ولم يطلب العفو أبداً، بل رفع رأسه إلى السماء
وتمتم ببعض آيات من الكتب السماوية..

حينها..أُعجب الجنرال بموقف الصبي وصلابته
فاستبدل حكم الإعدام بالجلد 30 جلدة فنفذت وتحملها الصبي في صبرٍ وجلادة..!!

بعد انتهاء حكم الجلد قال له الجنرال : ” يا بني سأكتبُ في تقريري اليوم إنني قابلتُ أشجع ولد في الصعيد، بل أشجع ولد في العالم كله..”

وقال المؤرخ الفرنسي ” فيفيان دينون” الذي
كان شاهداً للواقعة : “لقد عرضتُّ على الصبي
أن أتبنّاه وأن أكفل له مستقبلاً سعيداً..”

ولكن الصبي رد عليه بكل ثقة قائلاً : ستندم على تربيتي، لأنني سأقتلك وأقتل معك من أستطيع من أعداء وطني..!!

العبرة..تبقى بما قاله عمر المختار عن الوطنية..
وإعلَّموا إن الذين..
وضعوا ثقتهم الكاملة بالله، وبالرغم من أنهم يبدون وكأنهم يمشون على الأرض، فأنهم قد تجذروا إلى الأبد في ملكوت الله القدير..

ولنقل يا الله..‏لَسْنَا نَشُكُّ بالفَرَجِ أبداً..
‏نحن فقط نرقبُه من أيِّ اتجاهٍ سيأتي..
سبحانكَ لا يُخلَفُ وعدُكَ، ولا يُهزمُ عبداً مظلوماً..
( أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّـهِ لعِبَاده المَظلوّمين قَرِيبٌ )..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى