أبرز الأخبار

من يلعب بنار مخيم عين الحلوة؟ و ماذا سيحلّ بالوضع الأمني؟

هل يمكن اعتبار أن ما يحصل في مخيم “عين الحلوة” مجرد حادث فردي وعرضي، وهل يمكن وضعه في خانة الخلافات الفلسطينية – الفلسطينية، وهل يمكن أن يكون أمن هذا الخيم منفصلًا عن أمن محيطه بالتحديد ومدى تأثيره على الأمن في كل لبنان، وهل يمكن القبول بعد اليوم بأن يبقى الوضع الفوضوي في مخيم “عين الحلوة” أو أي مخيم آخر خارج أي رقابة من قبل الدولة اللبنانية، التي يُفترض أن تبسط سلطتها على كل شبر من تراب الوطن، وهل يمكن القبول بأن تبقى هذه المخيمات “ملجأ آمنًا” للخارجين على القانون ولشذاذ الآفاق والمجرمين والفارين من وجه العدالة، وهل مسموح بعد اليوم بأن يكون الداخل إلى هذه المخيمات مفقودًا والخارج منها مولودًا؟
هذه الأسئلة وغيرها الكثير طُرحت في اليومين الأخيرين من قبل جميع المعنيين بالوضع الأمني في البلاد، ولاسيما من قبل قيادة الجيش المعنية أكثر من غيرها بما يحفظ أمن المواطنين أينما وجدوا، كما وأن من بين أولى أولوياتها ألا يكون على أرض الوطن سلاح غير السلاح الشرعي، وبالأخص في الأماكن التي لا ينبغي أن يكون لهذا السلاح أي دور داخلي، لا في المخيمات ولا في غيرها من الأمكنة القابلة أوضاعها للاشتعال عند أول شرارة.
فلبنان الذي يعاند لكي يبقى واقفًا على رجليه تكفيه معاناته، ويكفيه ما هو مبتلٍ به، ويكفيه ما يُثقل به كاهله، اقتصاديًا وماليًا واجتماعيًا، ويكفيه أنه يتحمّل لوحده وزر النزوح السوري بما فيه من مضاعفات خطيرة على وضعه الديموغرافي والاجتماعي وحتى الأمني، ويكفيه ما يتعرّض له جيشه من حملات تشكيكية. ومع كل هذا يبدو أن الاشتباكات الدائرة في “عين الحلوة” لن تقتصر أضرارها على بقعة جغرافية محدّدة ومحصورة، بل يُخشى أن تكون مقدمة لمؤامرة أكبر بدأ الحديث عنها يتماهى مع ما تبديه أكثر من جهة سياسية من مخاوف عن تمدّد الفوضى الأمنية إلى سائر المخيمات وإلى خارجها، حيث أن المستفيدين من أي فوضى أمنية كثر، وفي طليعتهم إسرائيل، التي تحاول بشتى الطرق توجيه ضربة للبنان من خلال تحريكها لبعض خلاياها في الداخل، إضافة إلى بعض الخلايا الإرهابية النائمة، والتي تعمل تحت جنح الليل لتوترات أمنية داخل المخيمات وخارجها، بهدف تحقيق ما تسعى إليه من مخططات مشبوهة.
هذه المخاوف تأخذها قيادة الجيش على محمل الجدّ، وهي على تنسيق متواصل مع قادة الأجهزة الأمنية الأخرى المعنية بالخطوات العملانية على صعيد الأمن الاستباقي والأمن الوقائي أو الاستشعاري.
وعلى رغم الوضع الاقتصادي المتأزم، والذي له انعكاسات سلبية وسيئة على المؤسسة العسكرية كما على سائر القطاعات العسكرية، فإن قيادة الجيش لن تتوانى عن فرض الأمن حيث يجب، وتحرص على ابلاغ الجميع، في الداخل وفي الخارج، أن الأمن خط أحمر، وأن كل من تسّول له نفسه اللعب بناره سيحرق أصابعه، وأن الشائعات التي يروجها البعض حول إمكانية تفلت الوضع الأمني داخل المخيمات وخارجه في شكل دراماتيكي ستُقابل بمزيد من الإصرار على إبقاء الوضع الأمني ممسوكًا بيد من حديد، وأن محاولات البعض التذكير بالماضي ومآسيه الأمنية ستبوء بالفشل، وستتلاشى ما أن يُقرع نفير مواجهة أي مؤامرة قد تُحاك ضد الجيش أولًا، وضد ناسه، وضد مجتمعه.
الذين يلعبون بنار أمن مخيم “عين الحلوة” ستحترق أيديهم بعد أن تُكشف نواياهم ومخططاتهم، وأن أي محاولة لنقل التوتر من داخله إلى خارجه لن تكون سوى مغامرة لن يُكتب لها النجاح، مع ما لهذه المحاولات من أهداف تتخطّى بأبعادها بعض الاغتيالات المتنقلة، والتي يعتقد القائمون بها أنها ستكون الشرارة الأولى لما هو أكبر.

المصدر: Lebanon 24

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى